أود أن تفسح لي قليلاً في صفحات رسالتك فإني مضطر إلى التوسع قليلا في الكتابة. وسأضن كما ضننت من قبل بصفحات الرسالة القيمة فاقتصر على سرد أغلاط المعجم سرداً واثقا بفهم القارئ، مكتفياً باللمحة الدالة والإشارة الموحية، ولو استوعبت الأغلاط وأسهبت في بيان الأدلة لكان لنا معجم أخر
ابدأ مقال اليوم بكلمة في نقد الأستاذ الفاضل محمود مصطفى وأخرى في نقد الأديب الكريم عبد العظيم قناوي وثالثة في مقالات الأستاذ عبد الخالق عمر
وأود أن يتنبه الكاتبون إلى أمرين؛ الأول: أننا في شان كتاب قديم ينشر. فكل همنا أن يكون الكتاب كما راده مؤلفه. فإذا أثبت الناشر أو المصحح كلمة تدل القرائن على أن المؤلف لم يكتبها فهي غلط على المؤلف ولو كان لها محمل في اللغة
والثاني: أن مقياسنا في النقد هو اللغة التي نتعلمها ونعلمها ونكتب بها، ونعرف أن المؤلف كتب بها، فالأوجه الشاذة والمحامل الضعيفة ليس لها مساغ هنا
أقول بعد للأستاذ محمود مصطفى:
١ - جاء في مقدمة ياقوت:(إذ كل همه تحصيل المأكول والمشروب.) والقارئ بين أن يقرا هَمُّه فيخرج الكلام على وجه قوي، وبين أن يقرأ (هَمَّه) فيحمل الكلام علة وجه ضعيف، لان هَمَّ لازمة أصالة عرض لها التعدي توسعاً، واهمَّ متعديه وضعاً، وهي لغة القران. وليس من حقنا أن نعدل عن الراجح إلى غيره دون ضرورة. على أن المصححين أنفسهم اعترفوا بان عبارة المؤلف (هَمُّه) بالضم وأستدركوها في أخر الجزء الرابع فلا موضع للجدال
٢ - وجاء في الكتاب:(ومعاوية بفارسٍ) فقلت إنها ممنوعة من الصرف. فنقل الأستاذ عن