للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[سيكولوجية الجنس]

للأستاذ محمد محمد علي

السيكولوجيا أو علم النفس هو العلم الذي يدرس سلوك العقل أو الشعور. وبالطبع ليس للجنس ولا شعور ولكن عندما نتكلم عن سيكولوجية الجنس إنما نعني دراسة ذلك الجزء من العقل الذي يتأثر بالحياة الجنسية. وفي أواخر القرن الماضي ظهر فرويد بنظرياته - التي أذهلت العالم، والتي ترى معظمها أن العقل ليس هو الشعور، ولكنه خليط أو جمع بين الشعور واللاشعور. ومنذ ذلك الحين، حاول المربون وعلماء النفس، الكشف عن المكان الحقيقي للجنس في ذلك الخليط. وكلنا سيكولوجيون؛ على الأقل على طريقة الرجل الذي يتكلم النثر طول حياته من غير أن يعرفه! فإذا قلنا لأحد شيئاً، فإننا نعرف ماذا يجيب، وذلك باستخدام معلوماتنا عن علم النفس فمثلا إذا سألنا أحداً في يوم مطير: (جو مخيف! أليس كذلك؟ نعرف أن الإجابة غالباً ما تتفق وسؤالنا).

وقد تساءل علماء النفس عن مكانة الجنس في النمو العقلي. وليس هناك من يجيب إجابة صحيحة فقد ذهب بعض أتباع فرويد، وقرروا أن الحياة الجنسية تتحكم في نمو الفرد العقلي.

إن الغريزة الجنسية ترمي إلى استمرار النوع، فهي تأتي بعد المحافظة على النفس التي تضم كل الغرائز. وفي ظل المدينة لا بد من السيطرة على الغرائز. بسبب هذه السيطرة، نسمو بالغريزة الجنسية، فنقول مثلا في المناسبات: السيدات والأطفال أولا. وبسببها أيضاً أمسك الناس عن ذكر المسائل الجنسية إلا في غرفة النوم. وظهر الخجل عند تعليمها. وهذه السيطرة هي ما يسميها علماء النفس: كبت الغرائز. ويرجع كثير من الناس بالجنس إلى وراء، فيتجنبون ما يشغل جزءاً كبيراً من حياتهم.

يحاولون أن ينسوه. وإذا رزقوا أطفالاً لم يعلموهم شيئاً عن الأمور الجنسية، فلو سألهم أطفالهم ما يسمى بالأسئلة المخجلة - وهي الأسئلة التي يوجهها الأطفال عادة إلى آبائهم - فإن الآباء يحاولون إسكاتهم ويخبرونهم كذبا!.

إن الكبت الشديد يجلب التأخر والهبوط، وهو مرض خطير، يختلف عن ضبط النفس الذي هو مواجهة شريفة شعورية للواقع، وليس هذا بالأمر السهل، إنما يخلو من الصراع بين

<<  <  ج:
ص:  >  >>