أرجو من حضرة الأستاذ أن يتذكر - أو أن يعرف إذا كان لم يعرف - أن نسخ كتاب لبعض المؤلفين المعروفين أحرقت في مصر والشام، وأن بعض الكتب صودرت بعد طبعها ونشرها بعد زمن، وبعضها صودرت في المطبعة قبل أن تنشر، وإن الرقابة على المطبوعات غير مقتصرة على الكتابات السياسية فقط، وإن النقاش بين الكتاب في (الرسالة) حول (وحدة الوجود) مفعم بتهمة الكفر والإلحاد. أجل ليس الكفر جريمة ولا سبة، وقد يجاهر بعض الناس بأن دينه ما يحسبه الناس كفراً، ولكن الاتهام بالكفر عندنا أيغار لصدور الذين يحرقون الكتب والذين يلعنون الكتاب المكفرين، أي الذين يتوهم بعض القراء أنهم كافرون
أجل ليس أمام الكتاب الصريحين أو الصرحاء مشنقة ولا سجن، ولكن أمامهم نقمة فريق من الناس، فإذا (الصراع في المجال الفكري متخذ سبيل القوة والإرغام حتى الاضطهاد) لذلك حذرت إخواننا الكتاب من التمادي في بحث (وحدة الوجود)
فمعذرة يا حضرة الأستاذ خلاف وتحية.
نقولا الحداد
عودة دجال (البديع)
وقفت برهة أصغي إلى متطبب دجال يروج على الناس عقاقيره الزائفة من سفوف وسعوط ولعوق وسنون وبرود ولدود ووجور وذرور. . . وهم يصيخون إلى أكاذيبه مصدقين
وكنت أعجب لغفلة القوم عن تزييف دجله، كما أعجب بلباقته وحسن تأتيه في التلبيس عليهم. وقد جعل من أول همه أن يكثر عددهم من حوله: فأقبل يثني علي من يتلبث أمامه يسيراً، ويقذع في سب من تحدثه نفسه بالريال عن موضعه قبل أن يعي بقية مقاله
وتدفقت على خاطري وأنا أسمع كلمته هذه، صرخة (دجال) بديع الزمان في إحدى مقاماته حيث يقول: من كان منكم يحب الصحابة والجماعة، فليعرني سمعه ساعة! ورأيتني