للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

الفرقة القومية

// لا غرضا ثقافياً حققت ... ولا روائع المسرحيات الأوروبية أذاعت

الأستاذ إبراهيم رمزي، مدير التعليم الحر، واحد من أوائل الأدباء الذين عنوا بإحياء المسرح المصري، وبذلوا في سبيله جهوداً ذات قيمة، وغيرة كان يجب أن تقابل بالثناء الخالص والشكر الجزيل. إلا أن عوامل لا أعرف بواعثها - قد تكون مادية لبست جلباباً على غير قدها - قد حولت الأستاذ رمزي عن طريق القويم، فجعلته يسلك مسلكاً في التأليف باللهجة الدارجة وفي تجريح الفصحى أراه ويراه معي كل غيور على اللغة العربية التي ارتضتها مصر وسواها من الأقطار المجاورة أو النائية عن شبه جزيرة العرب، أن تكون لغتها الدينية والقومية ولغة حكوماتها الرسمية. إنه خروج على آدابها وقواعدها، ونكوص يخالف سنن الترقي والتقدم، ولوثة تلوث نهضة مصر الثقافية، وما خلا ذلك فالأستاذ رمزي ما برح يعمل للمسرح المصري بروح الأديب المخلص لفنه

قلت له: الفرقة القومية مؤسسة حكومية، هل حققت الغرض الثقافي والفني، وهل عملت على ترقية المسرحية المصرية وأذاعت روائع المسرحيات الغربية؟ فأجاب:

- ليس من السهل الجواب على هذا السؤال إلا إذا استهدف الإنسان لعتاب الأصدقاء والأحباب، ولكني تعودت أن أكون صريحاً فيما له علاقة بمصلحة قومي ووطني، ولذلك لا أتردد في أن أقرر:

أن الفرقة القومية لا تستطيع أن تحقق غرضاً ثقافياً كبير الشأن في هذه المدة القصيرة لأنها إنما تعمل حتى الآن لجمهور المثقفين وعليه المصريين الذين ليسوا في حاجة إلى ثقافتها. على أني لا أدري كيف ينتظر منها التثقيف وهي إلى اليوم لم تتخط القصة المترجمة والمقتبسة التي لا علاقة لها بمجتمعنا المصري، كما أنها على كثرة ما أخرجت لا تشتغل إلا أياماً معدودات في العالم كله وتقتصر على مدينة القاهرة ولا تنتقل إلى أي بلد من عواصم المديريات.

لا يا سيدي، الفرقة لم تحقق غرضاً ثقافياً ولن تحقق غرضاً، وأحب أن أقول هنا إن القيود الكثيرة التي كبلت بها أيدي المشرفين عليها، والمبادئ العجيبة التي تتحكم في مراميها، لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>