[بحوث مصائد الأسماك وماهيتها]
للدكتور حسين فوزي. مدير إدارة أبحاث المصائد
ليس المخلوق الحي مع ما هو عليه من مظهر الوحدة سوى مجموعة
مركبة من مواد عضوية وغير عضوية، تربطها ببعضها قوى طبيعية
هي نفس القوى الصادرة عن الكون المحيط بها، لذا يتقدم الباحث
لدراسة هذه المجموعة كوحدة حية أولاً، ثم كجزء من ذلك الكل أو
الوسط الذي يعيش فيه ثانياً. وقد أطلقت كلمة بيلوجيا (علم الحياة) على
مجموع هذه الدراسات: دراسة أشكال المخلوق الحي وأوضاعه في
الفضاء وهي (المورفولوجيا) ودراسة أوصاف أجهزته وأعضائه وهي
(علم التشريح) والبحث عن تطور هذا المخلوق من البويضة حتى
يصبح كامل الخلق وهو (الايمبريولوجيا) (علم الأجنة) ودراسة
وظائف أجهزته وأعضائه وهي (الفيزيولوجيا). ودراسة الحياة
وقوانينها وتطوراتها الكونية، والوسط الذي تعيش فيه المخلوقات باحثة
عن غذائها، والغازات الضرورية لتنفسها، وكذا اثر هذا الوسط فينا.
وتوزيعها حسب تطوراته تلك هي (الايكولوجيا).
والأحياء المائية تتميز من غيرها بأن الوسط الذي تعيش فيه هو الماء. وهذا النوع من الحياة هو أهم الفروق بينها وبين الأحياء الاخرى، لأنها فيما عدا ذلك تتنفس وتتغذى وتتناسل وتؤدي أعضاؤها نفس الوظائف التي تؤديها الأحياء الهوائية. وإنما تتطور هذه الوظائف ويتطور شكل المخلوقات المائية تبعا للوسط الذي فرض عليها مظاهرها الخاصة.
والأسماك فصيلة من المخلوقات المائية استرعت اهتمام الإنسان منذ اقدم العصور لأنها مصدر هام لغذائه. فالإنسان منذ النشأة الأولى كان صيادا قنصا. على أنه ثمة أحياء مائية أخرى أنتفع بها الإنسان أما لغذائه أو لأغراض نفعية أخرى. نكتفي منها بالإشارة إلى