للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حول البردة]

للأستاذ محمد سيد كيلاني

إذا ألقينا نظرة على المدائح النبوية عند البوصيري وجدناها تنقسم إلى قسمين: قسم نظمه قبل أداء فريضة الحج، وقسم قاله بعد أداء هذه الفريضة. ولكل قسم مميزات خاصة. وسنقدم الكلام على القسم الأول، ثم نتبعه بالقسم الثاني.

القسم الأول، قبل الحج

إن أداء فريضة الحج من أكبر الأماني التي تجول بخاطر المسلم. وقد عاش البوصيري طوال حياته في بلبيس يحن إلى زيارة قبر الرسول ويشتاق إلىرؤية الأماكن المقدسة. وقد أعرب عن تلك الأمنية في قصائده التي نظمها في مدح الرسول قبل أن تهيأ له أسباب الرحلة إلى الحجاز. ففي إحدى هذه القصائد يقول:

فهب لي رسول قرب مودة ... تقر به عين وتروى به كبد

وإني لأرجو أن يقربني إلى ... جنابك ارقال الركائب والوخد

ولما عزم على أداء فريضة الحج قال في قصيدته التي رد بها على النصارى واليهود:

فلأقطعن حبال تسويفي التي ... منعت سواي إلىحماه وصولا

نظم البوصيري قصائد أربعة في مدح الرسول قبل ذهابه إلى الحجاز: وهي القصيدة الدالية وسماها (ذخر المعاد على وزن بانت سعاد). والقصيدة الحائية. والقصيدة اللامية الثانية وسماها (المخرج والمردود على النصارى واليهود)

وامتاز هذا القسم بخلوه من الغزل والتشبيب بالأماكن الحجازية كسلع ورامة وذي سلم وغيرها. فكان يبدأ بالمدح رأسا كما في قصيدته الحائية، أو بالوعظ والإرشاد كما في قصيدته ذخر المعاد، أو بإظهار الأسى والحزن على ما أصاب المسجد النبوي من فعل النار، أو بمهاجمة النصرانية واليهودية كما في قصيدته (المخرج والمردود على النصارى واليهود)

القسم الثاني

أ - في الطريق إلىالحجاز:

صحت نية البوصيري على أداء فريضة الحج وزيارة قبر الرسول وقطع حبال التردد

<<  <  ج:
ص:  >  >>