للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العالم المسرحي والسينمائي]

٢ - فن السينما

بقلم يوسف تادرس وظريف زكي

فن السينما وفن المسرح

هذا الفن الحديث ما شكله؟ ما هي الفوارق بينه وبين غيره من الفنون؟ وما هي أوجه الشبه؟

إنه يشبه المسرح أكثر مما يشبه أي فن آخر، فهذا وذاك يؤديان رسالتهما عن طريق إبراز المناظر وتمثيل الممثلين

وقد ذهب بعضهم إلى تعداد الفوارق الآتية بينهما وهي:

أولاً - إن التمثيل السينمائي أقرب إلى الطبيعة، وأبعد عن التكلف

ثانياً - إنه ليس فيه فترات (استراحة) بالمعنى الصحيح تفصل بين منظر ومنظر، وتتيح للمخرج إعداد المنظر اللاحق

ثالثاً - إنه أقل حاجة إلى الحيل التي يتوسل بها لإيهام الناظر، وأقل لجوءاً إلى المبالغة في الحركات وفي تغيير ملامح الوجه للتعبير عن مختلف الأحاسيس

رابعاً - انه في مكنته أن يريك وأنت جالس في كرسيك المنظر الواحد من نواح مختلفة ومن أبعاد متباينة

خامساً - انه لا يقيده حد من الزمن والمكان

سادساً - المسرح يعتمد على التحليل النفسي والحوار

على أن جميع هذه الفوارق على صحتها لا تعدل في نظرنا الفارق الأساسي بين الفنين وما اختص كل منهما به، فان بين ممثل المسرح والنظارة تجاوباً في الإحساس وتبادلاً في التأثير، لا تجد لهما شبيها على الشاشة البيضاء

وإذا كان ممثل المسرح كثيراً ما يرضى لنفسه بأن يسرد عليك في حديث مع زميله بعض الحوادث التي تقوم عليها القصة، فان المدير الفني في السينما يريك تلك الحوادث متحركة أمام عينيك؛ وهذا الفارق لا زال صحيحاً حتى الآن وقد نطق الفلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>