انحنت على الزهرة وقالت لها: سوف تكشفين لي سر الأسرار يا ابنة الأرض والسماء. سوف تعلن لي وريقاتك ما لا يعرفه في الإنسان إلا إله الإنسان، سوف تقولين لي إذا كان يحبني. . . وأخذت الفتاة الزهرة بين أناملها وأخذت تنزع وريقاتها
ودفعت الزهرة بالأنين لأول ورقة سقطت من تويجها على الأرض. وقالت: لقد كنت مثلك أيتها الصبية جميلة ومليئة بالحياة، مثلك كنت سعيدة، وكما أحببت أنت أحببت أنا، وما سال النسيم الذي هام بي عن سر غرامي أحداً، بل كان يمر بي كل ساعة ويحمل من عبيري كلمة الغرام حرفاً فحرفا. كان يقتلع هذه الحروف من قلبي كما تقتلعين أنت اليوم وريقاتي من تويجي بلا شفقة ولا رحمة. لقد سرق مني كل عبيري، وما عبيري إلا شعوري يحيط طهارتي بسياجه المنيع
ذهب الشعور كلمة فكلمة، وبقي قلبي عارياً كما سيبقى تويجي بين أناملك الآن. كنت أتعذب وأتأسف على عواطفي المخلوبة، على وريقاتي البيضاء. . .
ما لي ولك أيتها الصبية؟ دعيني، لا تنزعي وريقاتي، أنا أختك زهرة الأرض يا زهرة العالم، ارحمي الحياة التي وهبنيها الله، فأجود عليك بسر عظيم جزاء على إشفاقك
إن المرأة تأخذ الزهرة وتنضو وريقاتها لنستمع السؤال على جوابها المزدوج: يحبني، لا يحبني. . . .
والرجل يطلب الجواب نفسه من المرأة عندما ينثر وريقاتها البيضاء على الأرض.
أيتها الفتاة، أبقي جوابك في قلبك. . . إن الرجل ليطرحك بعيداً عنه إذا ما نزع وريقاتك البيضاء. . .