للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

صدى أحلامي

للآنسة الشاعرة جميلة العلايلي

بقلم الأديب محمود البدوي

ديوان صغير الحجم أنيق الشكل جيد الشعر عذبه، فيه روح الفنانة الملهمة والشاعرة المطبوعة على قول الشعر دون تكلف ولا صنعة ولا محاكاة. . ولا يعييه كثرة ما فيه من نواح وشكوى وأنين فهذا كله لا بأس به إذا جاء من المرأة، ومن فتاة كجميلة العلايلي فنانة بطبعها تعشق الحرية وتتعلق بالمثل العليا - التي لا تتحقق - وتحس بثقل البيئة الخانقة التي تكتم أنفاسها وتهيض جناحيها وتبدد أحلامها الذهبية وتذيب في صدرها أمانيها العذاب. . وفي الديوان قطع شعرية جزلة تحسد عليها، وقصيدة تديرها الشاعرة دوران القصة القصيرة، وهذا توجيه منها حسن ومقبول يحبب الشعر إلى نفوس القراء الذين انصرفوا عنه - مع الأسف - إلى القصة!

والقارئ لهذا الديوان سيشعر بعواطف المرأة الخالصة الصادقة الصريحة، وهذا ما نطلبه من كل فتاة تحاول المحاولات الأدبية مثلها وتجاري الرجل في الفن. . فليست البراعة في تقليد الرجل في عواطفه ومشاعره وتفكيره وحبه، وإنما البراعة في أن تبرز خصائص المرأة وتبدو أنوثتها قوية من خلال السطور؛ والدنيا بأسرها تصفق اليوم (لفيكي باوم) لأنها تمتاز بالحنان. . الحنان الذي لا يعرفه الرجل. والذي يقرأ لكثير من فتياتنا المتأدبات يرى أن أقلام الرجال تجول في أعمالهن الأدبية وتصول، وهذا عيب فاضح تضيع معه شخصية المرأة، ولكن المرأة عندنا تحس بضعفها وعجزها وتستسلم للرجل حتى وإن ضيع شخصيتها وهي أسمى ما يمكن أن تعتز به.

والدراسة القوية المتواصلة لبعض شعراء العرب العباسيين كالبحتري وابن الرومي والنواسي، ولطائفة من شعراء الإنجليز الخالدين كشيلي وبيرون وهاردي ووردثورث - وهذا عاشق للطبيعة كجميلة - سيصقل فنها وأسلوبها، ويكسب شعرها الرنين الموسيقي الذي لا حياة للشعر بدونه، ويوجهها التوجيه الذي نرجوه لها، ويدفعها على توالي السنين

<<  <  ج:
ص:  >  >>