في هذا الأسبوع تحتفل جامعة أثينا بعيدها المئوي؛ فقد دعيت جامعتنا المصرية ودعيت والجامعة الأزهرية لشهود هذا الاحتفال العلمي، فلبتا الدعوة؛ وانتدبت الجامعة المصرية مديرها الأستاذ لطفي السيد باشا لتمثيلها، وانتدبت الجامعة الأزهرية أحد أساتذة التفتيش. ومما يلاحظ بهذه المناسبة أن الأزهر قد بدا يتخذ مكانته في هذه المهرجانات العلمية الدولية بعد أن لبث دهرا بعيداً عنها، وهذه هي المرة الثالثة أو الرابعة التي يوفد فيها ممثليه إلى الخارج للاشتراك فيها. وقد نشأت جامعة أثينا منذ مائة عام (سنة ١٨٣٧) معهدا متواضعا على سفح الأكروبول. وكان قيامها من نفثات الاستقلال الذي كسبته اليونان بدمائها قبل ذلك بأعوام قلائل؛ بيد إنها قطعت خلال هذه المائة العام أشواطاً عظيمة، فأضحت جامعة كبرى تتمتع بهيبة علمية لا بأس بها.
وسيشهد عيد الجامعة الأثينية ممثلو نحو خمسمائة جامعة ومعهد، وسيفتتح الاحتفال الرسمي ملك اليونان ويلقي خطاباً في هذه المناسبة وتمتد حفلات العيد مدى أسبوع من ١٧ أبريل الجاري إلى ٢٢ منه؛ وقد وضع برنامج حافل يشتمل على خطب وأحاديث علمية مختلفة وعلى حفلات ومآدب اجتماعية، ونزهات ورياضات خلوية مختلفة؛ وسيلقي ممثل الجامعة المصرية وممثل الأزهر - كل كلمته في هذا المهرجان.
ذكرى مكتشف البلهارسيا:
تستعد الجمعية الطبية المصرية للاحتفال في الشهر القادم بذكرى العلامة الألماني تيودور بلهارس لمناسبة مرور خمسة وسبعين عاما على وفاته: وقد اقترن اسم هذا العلامة إلى الأبد بأحد الأمراض المصرية المتوطنة وهو (البلهارسيا) التي ما زالت تفتك بمئات ألوف من المصريين؛ وكان بلهارس أستاذاً بمدرسة الطب المصرية، فعكف أعواماً على دراسة جراثيم الأمراض المتوطنة، ووفق بعد مباحث طويلة إلى اكتشاف ديدان مرض البلهارسيا وبعض الجراثيم والطفيليات المتوطنة الأخرى، وقد رأت الجمعية الطبية المصرية أن تقوم بواجب الوفاء لهذا العلامة الذي خدم الطب والعلم في مصر، فتكرم ذكراه في حفلة جامعة تقيمها بكلية الطب في مساء يوم الأحد ٩ مايو القادم، وسيلقي بعض حضرات الأساتذة