[إلى سعادة الأمين العام لجامعة الدول العربية:]
كن حامل النار
للأستاذ حسن أحمد باكثير
(جاء في تصريح رسمي لعبد الرحمن عزام باشا أن جامعة
الدول العربية تطالب بجلاء الجيوش الأجنبية عن شمال أفريقيا
كما تطالب بجلائها عن سوريا ولبنان ومصر، فقابلت صحف
فرنسا هذا التصريح بعاصفة من الاحتجاجات وكتبت ترد عليه
بعناوين ضخمة قائلة: لا يا باشا!! وفي اعتقادي أن الجامعة
ينبغي أن تعجل بإنشاء جيش عربي ضخم يتولى عنها الرد
على أمثال هذا التحدي الفرنسي الوقح).
يا حامل النور في يمناه مؤتلقاً! ... ما نفع نورك إن لمّ يمْس نيرانا؟
ما نفع نورك في دنيا تسود بها ... شرائع كفرت بالنور كفرانا؟
النور ينفع في دنيا مطهرة ... وليس ينفع في دنيا كدنيانا
دنيا يسود بها من حاز في يده ... ناراً ولو كان رب النار شيطانا
أما رأيت فرنسا غير عابئة ... بحق قومك طغيانا وعدوانا؟
أما سمعت نواياها يردّدها ... في مجلس الأمنِ بيدو نحو لبنانا؟
أما شهدت صنوفا من جرائمها ... في المغرب المتلظي روحا وجثمانا؟
ماذا أجابت فرنسا حين قلت لها: ... (العالم العربي استيقظ الآنا
وأمة الضاد تأبى أن يظل به ... جيش غريب يريها الذل ألوانا)
ماذا أجابت؟ لقد قالت مزمجرة ... صخابة: (لا) بصوت ظل رنانا
صوت تؤيده نار ولو تركت ... تأييده لانقضى وأرتد دخانا
يا حامل النور! خل النور ناحية ... إن لم تحِلْه لظى توري حنايانا