الأستاذ علي أدهم واسع العلم عريض الاطلاع عميق التفكير؛ أعني أنه جمع الأبعاد الثلاثة في حيز ذهنه، وأبى إلا أن يجمعها بالبعد الرابع لكي تستوفي النسبية قسطها من قلمه، وهو فيض الإنتاج. فقد أخرجت المطابع له إلى الآن ١٢ كتاباً. والله يعلم بما عنده من كتب أخرى معدة للطبع.
وقد قرأت أمس له كتاباً ممتعاً عنوانه (على هامش الأدب والنقد) افتتحه بفصل (النقد والشخصيات) وإذا به يستفيض في الأدب النفسي بحيث يجرد الأديب والعالم عن أنفسهم ويجعل لهم كياناً غير شخصيتهم. والنقد يتوجه إلى هذا الكيان.
ثم تناول التقدير الفني بين النظرتين العلمية والفنية. وبسط الفرق بين العلم والفن ببحث جامع مانع. ثم عطف على فن كتابة التراجم وبحث نشأته وما طرأ عليه من تطور في الكتب المقدسة في الصين والهند ومصر الخ. واسترسل إلى العصر الحاضر.
وفصله في النقد الفني بين المذهب الاجتماعي والفردي دفعه إلى فيافي الفلسفة النفسية والعقلية والفلسفة العامة فأعطاك دراسة فيهما لا أظن أن لها ضريبا في مباحث الآخرين إلى أن ساقه البحث إلى الكتب والكتاب، ثم ارتفع به إلى أثر النبوغ والعبقرية في الأدب والفن، وشرح لنا الفروق بينهما. وهو بحث لاشك فلسفي عميق. إلى أن قذف به النقد إلى دار الشيطان (أعيذه منها) في الشعر الحديث. وقد راجعت هذا الفصل مرتين لما وجدت فيه من متعة عقلية ونفسية.
ثم تساءل قائلا: هل تجدي مطالعة التاريخ (الفقير بالخرافات) وهناك أبحاث لا تخطر علىبال اااأبحاث لا تخطر لك على بال تلك كيف بدئ التاريخ منذ سبعمائة سنة ميلادية وهي بدء الكتابة بالحروف الصوتية التي يقال إنها من اختراع الفينقين. وجرى على ما اعتور التاريخ من الغث والسمين والحق والباطل والعلم والجهل إلى غير ذلك من طبائع