للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صحائف مطوية في السياسة العربية]

محاضرة عن الإسلام

للأستاذ أحمد بك رمزي

في يوم من أبام شهر يناير سنة١٩٣٦، وكنت أشغل وظيفة قنصل مصر في مدينة القدس، زارني وفد من هيئة جمعية الشبان المسيحية، وقدم إلى برنامجاً عن محاضرات العام، وأشار الوفد إلى دعوة حضرة الأستاذ أحمد بك لالقاء محاضرة عن الإسلام في دار الجمعية.

وذكر لي أن العادة جرت عند تشريف أستاذ مصري ذي مكانة خاصة، أن يرأس الاجتماع قنصل مصر لتقديمه، ولذلك عرض الوفد أن يكون الاجتماع برئاستي، فإذا قبلت هذا وجهت الدعوة مع ذكر اسمي عليها، وقد تمهلت في القبول؛ فلما لمس الوفد ترددي، أطلعني على نماذج من بطاقات الدعوات السابقة فقرأت عليها أسماء من تقدموني في هذا المنصب. هنا لم أجد ما يدعو إلى رفض هذه الرئاسة، وهي بطبيعتها شرفية أوقل ذات طابع صوري، وليس فيها ما يدعوا إلى تحضير كلمة مطولة؛ وإنما يقتصر التقديم على إلقاء عبارات معينة معروفة. فوعدت الوفد بتلبية دعوته وخرج من عندي وقد اقتنعت من جهتي بأن المسألة قد انتهت ولم يعد هناك ما يبرر العودة إليها.

ولكن في يوم الاثنين ٢٠ يناير سنة ٢٩٣٦ وقد بدأت عملي كالعادة، وجدت على مكتبي عدة برقيات فيها ما يأتي.

(ترؤسكم جمعية الشبان المسيحية التبشيرية الاستعمارية، إساءة إلى عرب فلسطين ومسلميها، الذين يرون في هذه الجمعية خطراً يهدد كيانهم الديني والسياسي).

وقرأت في برقية بإمضاء الأستاذ عجاج نوبهض ما يأتي:

(عرب فلسطين مقاطعون جمعية الشبان المسيحية منذ الاحتلال، لكونها رائداً مقنعاً للاستعمار وللان لم يقف خطيب عربي مسلم على منبرها، فخطبة الأستاذ أحمد أمين تحت رئاستكم، جارح لكرامة مليون عربي؛ فأحرار شباب العرب باسم الكرامة القومية يرجونكم العدول).

ولم أكد أقرأ هذه البرقيات وما يحتويه بريد الصباح، حتى جاء وقت المقابلات والزيارات،

<<  <  ج:
ص:  >  >>