هذا مثل مصري، وهو يمثل متاعبنا في الحياة أصدق تمثيل، فما نشكو في حياتنا غير قلة الصاحب وانعدام الصديق
وأخطر ما يؤذيني في حياتي هو الشعور بأني لا أجد روحاً يجاوب روحي، وأنا لا أتهم أحداً بالغدر، فما خلق الله روحاً يقدر على مجاوبة روحي
أنا أعيش بلا صاحب وبلا صديق، لأني رجل ليس له بخت، ولأني رجل أغناه الله عن البخت، فليشبع أصدقائي بما عندهم من أطايب البخوت!
أنا أجود بالصداقة ولا أنتظر أي جزاء، لأن جودي فوق الجزاء.
وسيبكي ناس على أنفسهم إن فقدوني، ولن يفقدوني، فما تطيب نفسي بالصدوف عمن رضيت صحبتهم لحظةً من زمان
لن يقول أحدٌ إنه طوق عنق بجميل، فأنا دائماً صاحب الجميل.
تباركت وتعاليت، يا فاطر الأرض والسماء، فقد أغنيتني عن مجاملة الصاحب، وملاطفة الصديق
في لحظة من لحظات الضيق دعوتك فقلت:(اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك)
وقد استجبت لدعائي، فلم تحوجني إلى أحد من خلقك
وأنا بعد هذا أشكر لك نعمة لم تجد بها على أحد من خلقك، إلا أن يكون في مثل إيماني بك، وأدبي معك، وهي نعمة الصفح عن الصديق الكافر بالجميل
إن قدرتك على خلق البرية بما فيها من أنهار وبحار وجبال ونجوم وكواكب، إلى آخر ما تعلم وأجهل، لا تقاس إلى قدرتك على إغنائي عن خلقك
علِّمني كيف أثني عليك، فقد عجزت عن الثناء عليك ثلاثون سنة، ثلاثون، ثلاثون، وأنا أحارب الناس ولم يهزموني، لأنهم جهلوا سر قوتي، وأنا أعتز بك، وصاحبك من بختك، وأنت يا إلهي صاحبي وبختي، ولم يبق إلا أن أرجوك أن تعلمني كيف أثني عليك