قيل في نص ص١٦٩:(وغرَّق نفسه في كِرْدَاب كلواذي) وجاء في الحاشية: (والجرداب كلمة فارسية معناها دوامة الماء، وهي وسط البحر ولجته التي يدوم عليها الموج؛ وهي بالجيم. ولعل العرب كانوا ينطقونها بالكاف) قلنا: الكلمة الفارسية هي كرداب بكسر الكاف الفارسية أو المعقودة. ويعرب العرب هذه الكاف مرة بالجيم، وتارة بالقاف، وأخرى بالكاف العربية. أما هنا فلم يعربوها إلا بالكاف العربية. أما قول الناشرين في الحاشية: الجرداب. . . معناها دوامة الماء وهي وسط البحر ولجته التي يدوم عليها الموج) فتعبير غريب لم نجد نظيراً له، لأن دوامة الماء قد لا تكون في وسط البحر، بل في أعمق مكان من النهر، كما هو متعارف في دجلة واللجة غير الدوامة، وغير وسط البحر. وأما قولهما:(يدوم عليها الموج) فمشهور التعبير هو (يدوم فيها الماء) لا الموج. راجع ما قالوه في تعريف (الدُرْدُوْر) وهو يقابل الجِرْدَاب الفارسية.
وفي ص١٧٠:(ولعمري من غُلّطَ غَلِط) وعندنا أن الصواب هو من غَلّط (بصيغة المعلوم) غُلّط. (بصيغة المجهول من باب التفعيل).
وجاء في ص١٧٣:(وتفتلت وتقتلت) والصواب وتقلبت
ورد في ص١٧٥ (إن صرَّحت له كَنَى وإن كَنيْتَ له صرَّح) وعندنا الأحسن أن يقال: إن صرَّحت له كَنَّى وإن كنيت له صرح ليكون الفعلان من باب التفعيل، فيحسن وقعهما في السمع، ويكون أيضاً من باب المزاوجة في الوزن. هذا فضلاً عن أن التكنية شائعة كالكناية.
وشرح الناشران في ح ص١٨٠ الفقاع بقولهما: شراب يتخذ من الشعير. فهذا كلام اللغويين، وكنا نود أن ينقلا المصطلحات العلمية ومعانيها عن أهل الفن، ولا يكتفيا بتعريف اللغويين، لأن خاصية هؤلاء الأفاضل شرح معنى الكلمة من باب الإجمال لا من باب التخصيص؛ وذلك أن اللغويين شرحوا بشراب يتخذ من الشعير كلاًّ من الألفاظ الآتية: الفقاع، والمِزر والجعة. ولا جرم أن السلف ميزوا كل لفظ عن أخيه حتى لا يهيم القارئ