تشغل تركيا مكاناً يمتاز بأهمية موقعه الدولي. . فهي تضع قدما في آسيا وتضع قدمها الأخرى في أوربا وتتحكم في الملاحة بين البحرين الأبيض والأسود.
وقد كانت أرضها ميدان النزال بين الفرس واليونان في التاريخ القديم، وموطن الصراع بين المسلمين والروم في العصور الوسطى، وكانت طريق الصليبيين إلى الشرق أثناء الحروب الصليبية، وهي الحروب التي شنها الغرب على الشرق وانتهت بانتصار الشرق وخذلان الغرب.
وفي العصور الحديثة كانت تركيا وما زال ميدان صراع دولي عرف في التاريخ باسم المسالة الشرقية.
المسألة الشرقية
في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي نزل الأتراك العثمانيون في آسيا الصغرى وأسسوا دولتهم التي بدأت صغيرة ثم أخذت تنمو وتتسع حتى شملت آسيا الصغرى، ثم عبروا البحر إلى أوربا ونزلوا بشبه جزيرة البلقان واستولوا على القسطنطينية عام ١٤٥٣ واتخذوها عاصمة لدولتهم الكبيرة.
واستمر الأتراك في فتوحاتهم ففتحوا بلاد الشام والعراق وفلسطين وبلاد العرب ومصر وشمال أفريقيا؛ وفي أوربا استمر جندهم في فتحهم حتى قرعوا أبواب مدينة فينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية.
في ذلك الوقت لم تكن هناك مسألة شرقية وإنما كان يوجد ما يمكن أن يسمى بالمسألة الغربية. ما هو مصير غرب أوربا أمام الزحف التركي وما الذي سيؤول إليه أمر غرب أوربا في حالة استمرار انتصار الأتراك؟؟