للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وِرد الصباح

للدكتور عبد الوهاب عزام

تنفّس الصبح في غسق الليل، ولاحت غرته في جنح السَّحَر، والنور يسيل من ربى المشرق قليلاً قليلاً، ويولد اليوم الجديد

رب فأضئ عقلي بالهدى، ورغّب نفسي في الحق والخير، واملأ قلبي بالأمل، وقوّ يدي على العمل. واشرح صدري. واشدد أزري، واشحذ عزمي لليوم الجديد

ربّ! قد طُويت من عمري صفحات ونشرت اليوم صفحة، فاجعل صفحتي هذه أوعى للخير وأخلى من الشر، وزيّنها بالحق، وبرئها من الباطل، واجعل فاتحتها وخاتمتها الإخلاص لك، والعمل لوجهك

ربّ! إن عقلي يُخدع بالوهم، ويقنع بالظن، ويلبس الحق بالباطل. اللهم فاهدني وثبتني، واجعل البرهان الواضح حجتي، والحق المبين عقيدتي. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت علام الغيوب

ربّ! إن قلبي يشوبه الهوى، ويستهويه الباطل. فخلص اللهم قلبي من الأهواء، واملأه بحب الحق إنك أنت الحق المبين

ربّ! إن نفسي تنزع إلى أن تتزيّد فيما لها، وتبخس ما لغيرها، وتُحمد بما لم تفعل، وتغمط غيرها ما فعل. اللهم فاجعل حق غيري أحبّ إليّ من باطلي، ورضاك آثر عندي من كل شيء

رب، إن الناس يركنون إلى الدعة، ويُعذّرون في الواجب، فاجعلني دائباً على العمل لا أملّ، قوّاماً بالواجب لا أعتلّ

رب، إن الناس ينزعون إلى الظلم، ويجنحون إلى المحاباة، ويرضون أنفسهم بباطل يزينونه وحق ينكرونه. اللهم فبغض إليّ الظلم والمحاباة، واجعل العدل والحق ملء نفسي وقلبي وقولي وفعلي

رب، إن نفسي تنزع إلى إرضاء الأقوياء والاستهانة بالضعفاء. اللهم فاجعل الناس سواسية عندي، واجعلني حرباً على الأقوياء المبطلين، نصيراً للضعفاء المحقين، لا تطبَّبني في الحق رغبة ولا رهبة، ولا يأخذني في الصدق خوف ولا رجاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>