للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول جدل في الجامعة.]

للأستاذ محمد أحمد خلف الله

تحت هذا العنوان كتب حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الفتاح بدوي المدرس بكلية اللغة العربية بالأزهر يقول (ولكن الذي لنا وللعلماء خاصة هو القيامة على الحقائق العلمية وعلى الحقائق الدينية ننفي عنهما الخبث وندافع عنهما كل من يحاول عليهما العدوان.) وأنه ما دام يملك المقال الذي كتبته في الرسالة. عدد ٧٤٣ فإنه يملك باباً وسيعاً من المناقشة والحساب في مسائل علمية ودينية لها أكبر الخطر ويترتب عليها أعظم النتائج العلمية والأدبية والأجتماعية والقانونية إلى أن يحصل على أشياء أخرى غير المقال.

ومناقشة الاستاذ لهذا المقال قسمان مسائل وشتائم فلنبدأ الحديث عن المسائل:

١ - قلت من المعروف دينيا ألا نستنتج من نص قرآني أمراً لم يقصد اليه القرآن. فقال الشيخ هذه الدعوى تهجم عارم على العلم وعلى القرآن جميعاً وبين ذلك بقوله أليس القرآن الكريم كلاماً له الدلالات المنطقية الثلاث المطابقية والتضمينية والالتزامية التي لكل كلام سواء في ذلك كل أنواع الكلام.

ولا نفهم كيف يكون لكل كلام دلالات ثلاث تقصد منه مع أن عياره المتن - الذي يعرف بعلم البيان - (والإيراد المذكور لا يتأنى بالوضعية أي بالدلالة المطابقية ويتأتى بالعقلية أي التضمنية والألتزامية.)

ومعنى ذلك كما يلحظ القارئ أن الإيراد البياني بالتجويز والاستعارة والكناية. . . . الخ لا يكون إلا ببعض هذه الدلالات. ولذا لا ندري كيف حكم الشيخ بالدلالات الثلاث لكل كلام. ثم أين ما يقوله البيانيون ورجال البلاغة من حال المتكلم وحال المخاطب والقرائن العقلية وأين السياق والمقام حيث يقولون لكل مقام مقال أين كل هذا يا صاحب الفضيلة أليس كل هذا يدل على أنه لا يصح أن نستنتج من أي نص أمرا لم يقصد اليه القائل.

ثم هذه الآية نفسها التي أوردها الشيخ وهي أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة تدل الدلالة القوية على تأصيل القاعدة التي تقول بها إن لم تكن مؤصلة وإلا فليدلني الشيخ وقد ماذا يكون موقفه من العلم حين يثبت بقرائن مادية يقول بها علماء الجيولوجيا من أن هذا البيت ليس أول بيت وضع للناس من الناحية الزمنية أيصر على موقفه أم يرجع إلى قصد

<<  <  ج:
ص:  >  >>