شاءت وزارة الشؤون الاجتماعية أن تتعرض للفن فأنشأت في نفسها إدارة للدعاية خصتها بأمور ستة: الأول نشر المبادئ الاجتماعية القويمة، والثاني الإشراف على برامج الإذاعة وترقيتها، والثالث تدعيم المسرح القومي والعمل على جعله وسيلة فعالة لتثقيف الشعب وإصلاحه، والرابع مراقبة الروايات والأفلام السينمائية والأغاني الشعبية، والخامس الإشراف على تنظيم المهرجانات والأعياد القومية والموالد بما يحقق استفادة الجماهير منها من الوجهتين الاجتماعية والاقتصادية، والسادس تنفيذ القوانين واللوائح الخاصة بمحال دور التسلية. . . وهذه الأمور الستة شديدة الصلة بالفن، وهذا ما يدعوني إلى إنعام النظر فيها محاولاً أن أجد الطريق العملي إلى تحقيقها.
والمسألة فيما يخيل إلى دائرة. . . ذلك أننا نعرف أن الفن هو ثمرة الحياة الاجتماعية، فكما تكون الأمة يكون فنها، وأمتنا كما هو ملحوظ في حاجة إلى إصلاح اجتماعي، فإذا حاولنا أن نصلحها بفنها لم نفعل شيئاً، لأن فنها منها وما هو منها لا يمكن أن يصلحها. إنما هناك رجال سبقوا عصرهم وهؤلاء وحدهم هم الذين يستطيعون أن يؤثروا في مواطنيهم لو أن فرصة العمل أتيحت لهم، وفرصة العمل لا تتاح لهؤلاء عادة في سهولة لأن مواطنيهم متأخرون عنهم فهم لا يتذوقونهم كما يتذوقون غيرهم من الفنانين والمفكرين الغارقين في هذا العصر الضال، فأول ما يجب علينا إذن هو البحث عن هؤلاء الرجال، وإلقاء مقاليد الإصلاح بين أيديهم. . .
ونحن إذا استرجعنا هذه الأهداف الستة التي تريد وزارة الشؤون الاجتماعية أن تصل إليها وفكرنا فيمن يصلح لقيادة الشعب لها. . . رأينا الهدف الأول هو نشر المبادئ الاجتماعية القويمة، ولعل هذا يتم بإنشاء مجلس أعلى للشؤون الاجتماعية يضم كل من عرفت مصر أنهم يهتمون بشؤونها الاجتماعية اهتماماً حقيقياً لا اهتماماً زائفاً، ويكون على رأس هؤلاء