للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٢ - إندونيسيا]

للأستاذ أبو الفتوح عطيفة

(ما من قوة في الأرض - حتى القنبلة الذرية - تستطيع أن تقضي على إرادة شعبنا في أن يصبح أمة مستقلة)

(ليس في استطاعتي أن أتصور عالما نصفه من الأحرار ونصفه الآخر من العبيد)

(إن إندونيسيا قد أخذت على نفسها ميثاقا مقدسا بأن تحارب الاستعمار وتكافحه أينما كان)

(إن إندونيسيا تعلن تأييدها التام لمصر وإيران)

الرئيس سوكارتو

مرديكا:

كلمة إندونيسية معناها الحرية والاستقلال، فإذا قلنا إندونيسيا مرديكا فإنا نقصد بذلك إندونيسيا الحرة المستقلة. ومرديكا (الاستقلال) هي صيحة الإندونيسيين الوطنية

والإندونيسيون قوم يؤمنون بالحرية ويقدسونها، وليس في هذا ريب فما زالت سياط المستعمر وويلات الاستعمار الهولندي ماثلة في الأذهان

لقد ظلت هولندا جاثمة على صدر إندونيسيا قرونا طوالا ومع هذا لم يضعف إيمان الإندونيسيين بالحرية، وقد كان انتصار اليابانيين على الروس ١٩٠٥ أول خيط في ثوب الحرية الأسيوية ضد الاستعمار الأوربي. فقد آمن سكان آسيا بأن حريتهم يمكن أن تتحقق ولابد يوما أن يصلوا إليها. ولم يأت منتصف القرن العشرين حتى تحقق استقلال كثير من الشعوب الأسيوية: الباكستان إندونيسيا الهندستان برما وغيرها

وكما زلزل انتصار اليابان ١٩٠٥ أقدام الاستعمار الأوربي لآسيا. . زلزل انتصارهم واحتلالهم لإندونيسيا ١٩٤٢ أقدام الاستعمار الهولندي. فقد طرد اليابانيون الهولنديين واحتلوا الأرخبيل الإندونيسي. ولم يرض الإندونيسيون بهذا فإنهم كانوا ينشدون الحرية ولا يريدون إبدال استعمار باستعمار، ومن ثم أخذوا يعدون أنفسهم للجهاد المقبل. وقد ساعد اليابانيون على تدريب الإندونيسيين مما أكسبهم قوة عظيمة

وفي ١٩٤٥ سقطت القنابل الذرية على المدن اليابانية فكانت إيذانا بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وباستقلال إندونيسيا. ذلك أنه ما أن سلمت اليابان حتى أعلن الإندونيسيون

<<  <  ج:
ص:  >  >>