للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

المدرسة الصلاحية

حمل إلى بريد الكنانة الأخير هدية غالية من هدايا صديقنا الأستاذ أحمد أحمد بدوي المدرس بكلية دار العلوم بجامعة فؤاد الأول وهي الجزء الأول من مؤلفه القيم (الحياة العقلية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام) ولا أريد في هذه الكلمة أن أذكر قيمة الكتاب من الناحية التاريخية لأن مثل هذا المؤلف الضخم الذي اعتمد علامتنا البدوي على أكثر من (٢٠٢) مرجع في تأليفه يحتاج إلى دراسة طويلة وقريبا متقنة؛ وخاصة أن لهذا الجزء بقايا تحت الطبع، كما أنني لا أريد أن أعرف الأستاذ البدوي فهو غنى عن التعريف بمؤلفاته ومترجماته وبحوثه النادرة التي نشرها وما زال ينشرها الصحف ويذيعها على الناس. وقراء (الرسالة) الزاهرة لا شك يعرفونه جيدا ولكني أحببت وأنا أقرأ كلامه عن المدرسة الصلاحية المنشور في الصفحة (٤٣) من كتابه النفيس أضيف إليها هذه النبذة الموجزة التي نشرتها مجلة (الزهراء) الجزء السادس سنة ٣٤٦ هـ - ٩٢٧ م وهي:

(هي مدرسة إسلامية أقامها السلطان صلاح الدين الأيوبي لفقهاء الشافعية منذ القرن السادس الهجري وقد زارها رصيد السيد عمر الطيبي وقرأ على بابها الكبير منقوشاً في الحفل السطور الخمسة الآتية

(١) - بسم الله الرحمن الرحيم. وما بكم من نعمة فمن الله

(٢) - هذه المدرسة المباركة أوقفها مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام

(٣) - والمسلمين أبي المظفر يوسف ابن أيوب بن شاذ محي دولة أمير المؤمنين أعز الله

(٤) - أنصاره وجمع له خير الدنيا والآخرة على الفقر من أصحاب الإمام أبي عبد الله

(٥) - محمد بن إدريس الشافعي رضى الله عنه. في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة

واستمرت هذه المدرسة إسلامية سبعمائة سنة ثم سعي الفرنسيون سنة ١٨٥٦ م لدى السلطان عبد الحميد بانتزاعها من أيدي المسلمين بحجة أنها كانت في الأزمان القديمة كنيسة على اسم حنه أم سيدتنا مريم عليهم السلام، فأذن لهم السلطان عبد الحميد بأخذها، وجعلها هدية منه إلى نابليون الثالث، فاتخذها الفرنسيون داراً للتبشير بالمذهب الكاثوليكي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>