على الشرح لألفاظه، وإنما لديهم الناشرون من الأدباء الذين يكثر تناولهم الدواوين بالدراسة والتعليق مع الشرح والتفسير، وقد تعذر الأقدمين منا والمحدثين في هذا الضرب من التأليف إذ المعول فيه على إبراز النصوص القديمة كما جاءت دون التقول فيها. وهذا مذهب أدبي له دعاته. فللنصوص القديمة حرمة لا ينبغي أن تمس بتقويل.
والقصد الذي ينبغي أن يدكه دارسوا هذه الدواوين هو الوقوف على صحيح معانيها لتمثل الشعر الجاهلي واهتضمامه في الفكر والإحساس. وحين يقنع المتأدبون المحدثون أن الرجعة إلى الشعر الجاهلي هي قوام الأدب العربي كله، وأن صفاء ذلك الشعر ونقاء معانيه هو الشعاع الأول الذي ينبغي أن تستمد منه كل روح في كل شعر عربي؛ فقد حملوا رسالة الأدب لا في العصر الحديث فحسب؛ وإنما في سائر العصور الأدبية التي توالت على العرب. وإني لأعد الشعر الجاهلي ضمان لغة العرب في الشعر، وناظم روحها الأصيلة مهما تجدد الأدب، وتطور الشعر والأستاذ الكبير عبد المتعال الصعيدي إلى إكبابه على التأليف في الموضوعات الدينية والأدبية التي اتسمت بالدقة والإحكام جدير بالثناء على جهده الذي بذله في شرح دواوين الشعراء الجاهليين وعنايته بتبسيط المعاني للطلاب خاصة وللقراء عامة