للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منبراً في جامعة فؤاد الأول سنة ١٩٤٥ سمعته وشهدته يقول من فوقه فيدلى باعترافات أدبية جديدة في أنساب الشعر الجاهلي الذي صح عنده أنه يمثل في تاريخنا الأدبي أدبا كلاسيكيا قديما. وقد أمسك بيده الأستاذ الفاضل عبد الوهاب حمودة قبل أن يغادر ذلك المنبر وصاح في الناس أيها الجامعيون أن طه حسين الذي أنكر الشعر الجاهلي يعترف به اليوم يرد إليه اعتباره.

هذه خواطر دارت بفكري وأنا أقلب كتابا حديثا فيه دواوين الشعراء الستة الجاهليين شرحه ورتبه صديقنا الأستاذ الجليل عبد المتعال الصعيدي. ومن المقطوع به أن يكون بدء الكلام على امرئ القيس وختامه على عنترة. وقد نسب شرح هذه الدواوين في أصلها إلى ثلاثة من علماء الأدب القديم أشهرهم الأعلم الشمنتري من سانتا ماريا بالأندلس. وفي عصرنا تناول هذه الدواوين بالشرح أحد فضلاء العلم في جامعة فؤاد الأول هو الأستاذ مصطفى السقا. حتى إذا حانت عناية الأستاذ عبد المتعال الصعيدي. ومن المقطوع به أن يكون بدء الكلام على امرئ القيس وختامه على عنترة. وقد نسب شرح هذه الدواوين في أصلها إلى ثلاثة من علماء الأدب القديم أشهرهم الأعلم الشنتمرى من سانتا ماريا بالأندلس. وفي عصرنا تناول هذه الدواوين بالشرح أحد فضلاء العلم في جامعة فؤاد الأول هو الأستاذ مصطفى السقا. حتى إذا حانت عناية الأستاذ عبد المتعال الصعيدي بالشعر الجاهلي أخرج هذا الكتاب بطبعة جديدة تضم هذه الدواوين بتناول ميسور. وعنى بشرحها على صورة موجزة كثيرة الجدوى. فهو يعطيك في معنى البيت على استغلاق وجهه وغرابة لفظه، شرحا موفيا للغرض من أقرب سبيل. وقد قدم لكل شاعر من هؤلاء الستة وهم امرؤ القيس فعلقمة فطرفة فالنابغة الذبياني فزهير فعنترة بنبذ يسيرة مكثفة، ألم فيها بتاريخ الحياة ثم بلمحات ثابتة في دراسة الشعر وتحقيق الرواية. والذي كنت أتمناه عليه، وقد يكون مطلوبا منه صنعه، أن يكون قد كتب لهذه الدواوين مقدمة، وإنما كتب تقديما في سطور. فهو لم يذكر رأيه في الشعر الجاهلي، ولم يتناول قضية هذا الشعر، وقد شغلت الناس زمنا في القديم وفي الحديث. كما لم يفضل شاعر على شاعر وإنما قصر همه على الشرح وحده. وذلك ضرب من ضروب التأليف الذي عرف في عصرنا الحديث ولدى الأقدمين، وقل شبيهه في الأدب عند الغربيين. فليس شائعا عندهم نشر ديوان للشعر ديوان للشعر مقصور

<<  <  ج:
ص:  >  >>