للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خطرات سريعة]

قصة كتاب الديارات

للأستاذ صلاح الدين المنجد

كتب إليَّ أخي من عمَّان يطرفني بما كتبه الأديب السيد كروكيس عواد تعليقاً على المقالة التي أثبتناها نحن عن الديارات

ولقد كنت بين إقبال على الرد وأدبار عنه، فقد عجبت من أمر من يدعي التحقيق والتدقيق (والعناية التي تفوق حد الوصف) ويسوق الدعاوى، ويغرق في الثناء على نفسه؛ ثم يعترف بأن الجهود كلها ليست جهوده، وأن الأساتيذ العلاَّمات أمدّوه بكثير من تلك المعلومات، وأرشدوه إلى تلك الملاحظات، وأن الكتاب بعد ذلك سيحمل اسمه

وقد سنحت لي خطرات أردت أن أثبتها هنا ليتضح للقرَّاء مبلغ صحة ما ذهب إليه الأستاذ

(أ) والحق أنه أتيح لنا نشر قصة كتاب الديارات أن نتمتع - ويتمتع معنا القراء - بأسلوب عربي مبين، وسبك رصين، وعرض لأسماء المستشرقين ثمين، أشباه فيشر وكيشر ولاهين، وأسلوب لا اعوجاج فيه ولا سقطات إلا ما يربو على الثلاثين!. . .

(ب) ولكن الأستاذ - مع الأسف - لم يجد في مقالنا شيئاً ولا أقل مما يريد. . . وما ندري ماذا كان ينتظر من لمح موجزات تنشر في مجلة أسبوعية للتعريف بكتاب سنصدره بعد حين!. . . ترى أكان ينتظر أن نصبّ له فيها كل ما هبّ ودبّ، وما اتصل إلى الكتاب بسبب، وما لم يتصل، وأن نصوغ له قصة كقصته، فيها دعاوى كدعاواه. . . فنرسم للقراء كل خطوة خطوناها إبان عملنا. . .؟ أم كان ينتظر أن يجد الكتاب كله في مقال واحد، مشروحاً مضبوطاً، مفهرساً مهمشاً، كما قدم له ذلك الأستاذ مصطفى والأب أنستاس؟

(ج) وعلى كل فقد كان اتفاقاً طريفاً - كما يقول كوركيس أفندي - أن يقوم باحثان بنشر كتاب واحد. ولا أدري لم ساق الأستاذ تلك المحاكمة التي دارت بينه وبين نفسه. . . فانتهت إلى عزمه على نشر الكتاب (خدمة للعلم بذاته)

مع أن الأمر جلل لا يستحق أن يستغرق ربع عامود في المجلة. . . لأن كتاباً يقوم عليه أستاذ يتقن اللغة الآرامية. . . وتدور فكرة نشره في رأسه منذ سبع سنوات، ويصححه أستاذان علامتان، يضعان له الملاحظات ويضيفان إليه الهوامش، ويحققان فيه ويدققان. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>