[سليمان العبسي في ديوانه (مع الفجر)]
للأستاذ احمد الفخري
تتمة
ليس بإمكان النفس المطمئنة أن تستريح والزمن يمضي سريعاً، والجديدان كل يوم في شان، فما بالك بالشاب العربي الجريح، الذي ينتظر بحماس نافذ الصبر يوماً يمسح بعزته ذلة كلومه فلا تزيده الأيام إلا كلوماً. . . والذي يترقب، فارغ الصبر نشيد الحرية والنجاة فلا يسمع إلا نشيد الوهن والخيبة والهزيمة. . . ويل لهذا التعس المفؤود. . . إذا هو اغمض عينيه هزمت عنهما الرقاد ذكريات المآسي، وإن هو منحهما فلا يلمح فيهما إلا ما يحز قلبه وينكأ جراحه.
أين ألقيت ناظري فعلى نصل ... مميت يحتل صدر بلادي
وطن الضاد. يا شهيد الأفاعي ... كل يوم جريمة واعتداء. . .
ويل لهذا الشاعر المسكين. . . ما الذي بمقدوره أن يفعله لهذا الوطن المسكين. . .
ما الذي يستطيع إنقاذه من ... ك قصيد ودمعة خرساء؟
إنه لا يملك إلا نفسه وإلا هذه الأماني. . . فلتهب رفافة ندية تروي هذا القفر تارة، ولتعصف ملتهبة منتقمة تارة أخرى. . .
أإذا ذبت كالندى لأروي ... كل شبر من قفرنا الظمآن؟
أإذا ما أفنيت في ميعة العمر ... انتفاضاً على الاذى، والهوان؟
أإذا ما أحرقت روحي لأهدي ... بسناها مسالك الاظعان؟
هل يعود الربيع والطير يا روض ... هنئ وتغدو الحياة مثل الجنان؟
ليتني كنت في يمين الليالي ... خنجراً. . . ما لشفرتيه أرتواء!
ليتني في صميم كل فؤاد ... أضمر الغدر. . طعنة نجلاء!
ولكنها لا تزال أمنيات ... على أنها لو عاشت في خيال
شاعر غير عربي لحققها له زعماؤه، فلنسأل زعماء العرب، وهذا صف قرن يصولون فيه ويجولون. . . لنسألهم هل استطاعوا أن يحققوها؟ أو فرطوا فيها وساعدوا على فقدانها؟ ويل لأكثرهم من سخرية التاريخ! وويل لهم من حساب هذه الأمة إذا انفجر بركانها. . . آه