[١٩ - تاريخ العرب الأدبي]
للأستاذ رينولد نيكلسون
الجاهلية: شعرها، وعاداتها، ودياناتها
ترجمة حسن حبشي
ومهما يكن من أمر صاحب هذه القصيدة فان أبياتها تنضح بالوثنية، وأسلوبها يدل على ذلك، كما أن أهميتها القصوى تتضح لنا من أنها أثارت جوته بعد أن قرأ ترجمتها باللاتينية فقام بطبع ترجمة لها بالألمانية مع نقد جميل للشعر في (الديوان الشرقي - وفي هذه القصيدة نرى الشاعر يصور كيف يلج به الثأر لخاله الذي قتله هذلي، ويصف بطولة القتيل وخلقه والغزوة التي قام بها وانتصاره (الشاعر) في النهاية على خصومه وظهوره عليهم فيقول:
إِن بالشِّعب الذيِ عندَ سَلْعٍ ... لقَتيلا دَمُه ما يُطَلُّ
خلّف العِبَْء عليّ وولى ... أنا بالعِبْءِ له مستقل
ووراء الثأرِ مني ابنُ أختِ ... مَصع عقْدَتهُ ما تُحَل
مُطرِق يَرشح سَماً كما أطْ ... رَقَ أفْعَى يَرْشح السُمَّ صِلُّ
خَبر ما نابَنَا مُصْمَئِلٌّ ... جلَّ حتى دَقَّ فيه الأجل
بزَّنى الدهرُ وكان غَشوماً ... بأبيٍ جارُه ما يُذَل
شامس في القُرِ حتى إذا ما ... ذَكّتِ الشِّعرَي فَبرْد وظِل
يابسُ الجنبينِ مِن غير بؤس ... وندِي الكفين شهْم مُدِل
ظاعن بالحزْم حتى إذا ما ... حلّ: حلَّ الحزْم حيث يَحُل
غيث مزْنٍ غامر حيْث يُجدِي ... وإذا يَسْطو فليْث أبل
مسبل في الحيِّ أحْوى رِفِل ... وإذا يغْزُو فسِمْع أزَل
وله طعمان أرْى وشَرْى ... وَكِلا الطعْمَينِ قد ذاقَ كل
يركبُ الهوْلَ وحيداً ولا يَصْ ... حُبُهُ إلا اليماني الأفَل
وفتُوٍّ هَجِروا ثم أسْرَوْا ... ليلهم حتى إذا إنجاب حلوا