للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

العربية الفصحى والنحو العربي:

الأستاذ أحمد خاكي باحث أديب عرفه قراء الرسالة منذ سنوات بما كان ينشر من بحوث ثقافية تمتاز بالعمق وبالإحاطة، وهو الآن وكيل مكتب البعثات المصرية في لندن، وله هناك نشاط ثقافي جدير بالحمد والثناء. وقد كتب الأستاذ خاكي مقالا في العدد الخاص الذي أصدره مكتب البعثات عن التطورات والإصلاحات التي نالتها مصر من يدي الملك فاروق، وقد عنيت جريدة (المانشستر جارديان) بالتعليق علىهذا المقال تعليقاً شاملا عرضت فيه لمسألة العربية الفصحى وإصلاح النحو العربي فقالت: (إن أكبر عائق في سبيل نشر التعليم بمصر، وبالتالي في تحقيق التقدم الاجتماعي في شتى النواحي، هو الاختلاف الكبير بين العربية الفصحى واللغة العامية الدراجة، مما جعل ملايين من الناطقين بالعربية أصلا لا يستطيعون فهم الفصحى إذا سمعوها من أفواه المتحدثين بها فضلا عن قراءتها وكتابتها. . . وستكون لجهود العلماء المصريين في سبيل إصلاح النحو في العربية آثار بعيدة المدى، ولكن من سبق الحوادث أن يتكهن المرء بالفائدة التي ستعود على النشء من إصلاح النحو العربي، وفي وسعنا أن نقول مع ذلك إنه لن تتحقق الآمال المعقودة على هذا الإصلاح إلا بعد أن تقيم مصر نظاماً للتعليم الابتدائي أوسع مدى وأحسن توزيعاً من النظام الحالي، ولا نزاع في أن النحو الجديد سيجعل التعليم بين مختلف طبقات الشعب عاماً ميسوراً. . .)

هذا ما قالته الجريدة الإنجليزية، وهو كلام لا جديد فيه، ولكنه ترديد لرأي طائفة من المستشرقين، وطائفة من أبناء العربية يتقلون في كل كلام وافد من الخارج بالتقديس والتسبيح

والواقع أن مسألة إصلاح النحو العربي، أو على التحديد تيسيره وتسهيله، حقيقة تملأ أذهان العلماء من أبناء العربية، وقد أثيرت هذه المسألة منذ سنوات وتناولتها الأقلام والأحاديث بالمناقشة، وكانت صفحات (الرسالة) مجالا لهذا، وإذا كان القوم لم يصلوا حتى اليوم إلى طريقة مثلى، فإن الأفكار متعلقة بالوصول إلى هذه الغاية، وتعميم النفع بها على أوسع نطاق.

<<  <  ج:
ص:  >  >>