في مثل هذه الأيام من سنة ١٩٢٧ فُجعت مصر وفاة الزعيم سعد زغلول، والتفتت الأمم العربية إلى هذه الفجيعة الدامية، فنُظِمت القصائد الجياد في الحزن لوفاة ذلك الزعيم العظيم، نظمها شعراء فضلاء من الحجاز واليمن والمغرب والشام والعراق؛ وكان من أجود المراثي التي صدرت عن شعراء الأمم الشقيقة قول الأستاذ بشارة الخوري شاعر لبنان:
قالوا دهتْ مصرَ دهياءٌ فقلتُ لهم ... هل غُيّض النيل؟ أم هل زُلزل الهرم؟
قالوا أشدُّ وأدهى، قُلتُ ويحكمُ ... إذن فقد مات سعدٌ وانطوى العلمُ
لِمْ لا تقولون إن العُرْبَ قاطبةً ... تيتَّموا، كان زغلولٌ أباً لهمُ
وما نريد في هذه الدراسات الوجيزة أن تحدث عما تفضل به شعراء الأمم العربية من المواساة الكريمة لوادي النيل، فذلك يوجب أن نستعد لأبحاث طوال لا يسمح بها الزمن الضنين، فلم يبق إلا أن نتحدث عن القصائد التي نظمها أكابر شعراء مصر من أمثال: شوقي وحافظ والعقاد والجارم ومطران
حفلة التأبين
أقيمت تلك الحفلة التاريخية في اليوم السابع من أكتوبر سنة ١٩٢٧ بعد انقضاء الأربعين لوفاة سعد زغلول، وكان الخطباء والشعراء على هذا الترتيب: مصطفى النحاس، عبد الخالق ثروت، محمد محمود، حسن نبيه المصري، حافظ إبراهيم، عبد الحميد سعيد، فكرية حسني، مكرم عبيد، احمد شوقي، نسيم اصيبعة، عباس محمود العقاد، حسين رشدي، بهي الدين بركات
جو الحفلة
ومن هذه الأسماء نلاحظ جو الحفلة روعيت فيه الصبغة القومية العربية، فقد تكلم محمد محمود عن حزب الأحرار الدستوريين، وتكلم محمد سعيد عن الحزب الوطني، وتكلمت