في يوم قائظ من سنة ١٧٨٤ شوهد فتى في الثانية عشرة من عمره، منهمكا في البحث عن النباتات والحشرات. كان يتأبط حقيبة يضع فيها باعتناء ونظام الازهار والاوراق التي يقع اختياره عليها، وكان معه علبه لصون الحشرات التي تستحق العناية.
ولما انتهي عمله من جمع النبات والحشرات من نوع الخنافس جلس في ظل سنديانة، وجعل يدرس مجموعته الجديدة بنظارة خاصة ثم كان يدون ملاحظاتة في دفتر صغير وكان مستغرقا في درسه حتى انه لم ينتبه لوجود الشيخ الذي كان يراقب حركاته باهتمام واعجاب
رفع بصره لسماعه تحطيم غصن يابس، وجعل الشاب يلتفت إلى مصدر الصوت فبادر إلى اخذ لوازمه واستعد للرحيل لانه راى شيخا واقفا بالقرب منه (قال له ذلك الشيخ لا ضير عليك يا بني) لا تقطع عملك لأنه يهمني كثيرا، وأني لسعيد في تزهتي هذه لأنها دفعتني إلى التعرف بك، وادركت تماما بانك مشغوف بالتاريخ الطبيعي، لاني كرست معظم حياتي لتعليم وتدريس هذا العلم. فاجابه الشاب:(نعم يا سيدي - لأنه آنس بكلماته المشجعة - أني أحب النبات والحشرات المختلفه كثيرا باشكالها والوانها. على أنه ليس لدي سوى معلومات اولية من التاريخ الطبيعي. وعليه فاني اغتنم العطلة الكبرى لأكون مجموعة من نباتات هذا البلد ومن حشراته.) قال له الشيخ (هل لك أن تريني نتيجة ابحاثك؟. . فاجابه الفتى: سمعا وطاعة، يا سيدي، ارجوك أن تنفر لي قصوري لأني مستجد في هذا العلم!)
فأخذ الشيخ المجموعة والدفتر، وأخذ يتأمل بأعجاب دراسة هذا الحدث ثم قال. (يا بني أنك متواضع جدا لأنك تطلب مني الصفح عن قصورك، بيد أني ارى هنا طريقة البحث واضحة ومعلومات وملاحظات هي فوق سنك. كل هذا حسن؛ ولكن قل لي أين تعلمت المبادىء الاولية للتاريخ الطبيعي؟ قال له الحدث. اعطاني أبي الدروس الاولى وأكملت