إلى حضرة الأستاذ البارع الفاضل (سائل) من (العراق) في مجلة العرب (الرسالة).
(نهج البلاغة) يا أخي - من كتب إخواننا الإمامية، ومن الكنوز العربية، وهو مجموعة مصطفاة، وإن لم يحبره سيدنا عليّ (رضوان الله عليه) فقد انتقاه وحبره علويين كما زخرف محدثون و (كل حزب بما لديهم فرحون) وإن همهم تحقيق وتأريخ، فقد ابتهج الأدب واللغة. ولولا إبداع المبدعين أو صوغ الصياغين ما ورثنا هذه الثروة الفخمة الضخمة في الأدب العربي. وليس عندي اليوم مزيد على ما قلته في (نهج البلاغة) في (كلمة في اللغة العربية) وفي (الإسلام الصحيح) وإذا لم يكن ما خططته في الكتابين (كلمة الفصل) فربما كان (فصلاً من الفصول) المرْصَنة فيه.
محمد إسعاف النشاشيبي
في كلية الآداب
كتب الأديب عبد الرحمن بدوي في عدد الرسالة الماضي كلمة حاول الرد فيها على إشارة الدكتور بشر فارس ومقالات غيره من الجامعيين التي ظهرت متعاقبة في الرسالة تحت عنوان (في كلية الآداب) وكان الغرض منها ذكر ما ينعم به مدرس أجنبي عندنا من حظوة وما يلاقيه المصريّ المماثل له من ضيق. ونحن ندهش كيف لم يتعرض لنا غيره مع علمنا بانتشار ما أذيع هنا في الدوائر المسئولة وإحداثه ما يستحق من تأثير. ولولا الخوف من أثر ما قد يحدثه كلام الكاتب في نفوس بعض القراء ما تعرّضنا اليوم للكشف عن اغتصابه للدفاع وتهافته فيه.
يقول:(أما مسألة استقدام الدكتور بينس فهي في ذاتها أمنية تجيش في نفوسنا نحن المدرسين المصريين المستقلين أو المشتغلين بالفلسفة الإسلامية الخ)، والذي نعرفه - وأمامنا برامج دروس كلية الآداب لهذا العام - أن الكاتب لا علاقة له بتدريس الفلسفة السلامية في الكلية، وإنما هو طالب في قسم (الماجستير) فهو يتصف بغير صفته، وقد قال بعد ذلك إنه مصري يعز عليه الدفاع عن أجنبي إزاء مواطنين، ويحق له أن يعتذر عن