للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

في دار المفوضية الأفغانية - مع النحاس باشا - مع الدكتور طه حسين - مع الشيخ مصطفى عبد الرازق باشا - نفحات عراقية

في دار المفوضية الأفغانية

كانت عصرية الخميس الماضي موعد الاحتفال بعيد استقلال أفغانستان، فأقبل على دار المفوضية الأفغانية بالزمالك جمهور من رجال السياسة والأدب والدين، وشعر الزائرون جميعاً بأنهم في دارهم، بفضل المودة التي يضمرها سعادة السيد محمد صادق المجددي لأهل هذه البلاد، وبفضل ما يكنه المصريون لهذا الرجل من الإجلال

ولكن ما القيمة الصحيحة للسيد المجددي، القيمة التي توجب أن يبقى في مصر مدة لم تتفق لغيره من السفراء؟

التوفيق بيد الله، ومع هذا فمن الواجب أن نحاول وزن الرجل من الوجهة الأخلاقية، فقد يكون في ذلك ما ينفع بعض الديبلوماسيين من رجال الشرق

المجددي ذكيٌ جداً، ولكن ذكاءه يشبه النبع الذي يترقرق تحت الرمال، فهو يرى الأمور على ما هي عليه من قُرب أو من بُعد، ثم يؤدي واجبه بلا جَلَبة ولا صياح

والمجددي سفيرٌ مسلم في أمة إسلامية، مسلم صادق إلى أبعد حدود الصدق، وقد يُعَدْ من النوادر في بعض السِّمات، وإلا فمن يصدِّق أن وزيراً مفوضاً ينزل من سيارته ليساعد على حمل نعش، عساه يظفر بموعود الثواب؟

والمجددي يقيم حفلات موسمية متصلة بالأعياد القومية في أفغانستان، ولكنه لا يُلقي خطبة إلا في الحفلة التي يقيمها بمناسبة المولد النبوي

وهو يعتكف أياماً من كل سنة في أحد المساجد اعتكافاً لا يسمع به غير الخواصّ. وأين من يصبر على الاعتكاف بالمساجد في هذا الزمان؟

وإسلام المجددي إسلام لطيف فهو يحيا حياة ذوقية قليلة الأمثال

دخلت المفوضية الأفغانية مع السيد خالد الشوربجي، فلما جاء السيد المجددي لاستقبالنا قدَّم إليه الشوربجي سبحة، فقال المجددي: وأين القرنفلة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>