للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكان ذلك لأن المجددي نسِي في المفوضية العراقية سبحة وقرنفلة، ولم يفته حين ترّد إليه السبحة أن يذكر القرنفلة، كأنها أُهديتْ إليه في ساعة صفاء

ويظهر ذوق المجددي في أحاديثه الإخوانية، الذوق المطول بندى الوجدان، فهو يحادثك بروحه وقلبه حديث الرجل المفطور على صدق الطوية، ولا تلمح في بشاشته أي تكلف أو افتعال

وقد ربى أبناءه في مصر تربية عربية إسلامية، ليكون اتجاههم إلى المشرق لا إلى المغرب، وليضمن انتفاعهم بالإقامة في وطن الأزهر الشريف

لم تكن لمصر مفوضية في أفغانستان، فسعى السيد المجددي لحمل الحكومة المصرية على إنشاء مفوضية هناك، ثم لاحظ أنها تتردد، فأعلن أن هذا التردد قد يقهره على مفارقة مصر بعد أن أحبها أصدق الحب. وبهذه اللمحة الوجدانية وصل إلى ما يريد

أما بعد فهذه كلمة نكتبها لوجه الله في تحية رجل من المؤمنين بالله

مع النحاس باشا

كانت مصادفة جميلة في ذلك اليوم الجميل، فقد جلست مع رفعة النحاس باشا على مائدة واحدة وتجاذبنا أطراف الأحاديث والنحاس باشا يترسل حين يتحدث، ويحرص على أن يقدم لمحدثه أطايب من المعاني اللطاف

مرَّ اسم (عباد الشمس) بالحديث فقال إن اسمه بالفرنسية لأنه يدور مع الشمس، وهو رمز الرياء

فقلت: إن عباد الشمس يدور مع الشمس بإرادة لا تعرف التقلب، فمن الظلم أن نضيفه إلى زمرة المرائين، وإن سمح رفعة الرئيس فأنا أذكر أن رمز الرياء هو (أبو رياح) لأنه يدور مع الرياح بلا إحساس، وبهذا الوصف عرفه العرب، وكان له مكان فوق أبواب القصور وأسوار البساتين

وعند ذلك قال عبد الفتاح باشا الطويل، ولا يزال أبو رياح معروفاً عند باعة الحلويات، ويكثر وجوده في الموالد والأسواق

وسأل أحد الحاضرين من الأجانب رفعة الرئيس عن موعد اصطياف الحكومة بالإسكندرية فأجاب: سيُحدد الموعد بعد استئذان جلالة الملك في أن يكون انتقال الحكومة إلى هناك

<<  <  ج:
ص:  >  >>