[رنين الذكرى]
للأستاذ إبراهيم الوائلي
سلوها: اعند الليل سر لواجد ... ولم يك إلا بعض وجدي وأسراري؟
وهل في ائتلاف الفجر معنى بذيعه ... ولم يك إلا من خيالي وأفكاري؟
وهل عند هذي الطير ترجيع نغمة ... ولم يك إلا من ترانيم قيثاري؟
وهل صخب الأمواج في كل ساحل ... سوى رجع أنفاسي ورنة تهداري؟
وهل نسجت كف النسيم ملاءة ... على الزهر إلا من روائع أشعاري؟
وهل رجعت دنيا الغرام لشاعر ... صدى وتر إلا تواقيع أوتاري؟
أتراها لم تعد تذكر أيام اشتياقي؟
والأماسي على النهر، وأنغام السواقي
وانسياب الموج ما بين رنين واصطفاق
وهي، والشاعر، والحب، وأحلام التلاقي
سلوها: أفي الدنيا أديب مروع ... سوى شاعر ما خان عهداً لليلاه؟
جفته وفي جنبيه لوعة هائم ... أبى البعد إلا أن يضاعف بلواه
يئن وهل يجديه ترجيع أنة ... وقد نسيت بنت الفراتين ذكراه
فيا نسمة الفجر الندية هدهدي ... رؤاها بطيف المستهام ونجواه
ومرى عليها إن خطرت لعلها ... ترق لما يشكو المحب ويلقاه
وقولي لها: ما خان عهدك شاعر ... على النيل مشبوب الجوانح أواه
ذكريها حين كنا نبعث الأشواق لحنا
وبنجوانا على النهر إذا ما الليل جنا
نشرح الحب أقاصيص فيروي الموج عنا
وهزار الروض إن أطرق هجناه فغنى
سلوها عن الحب القديم وعهده ... ففي كل واد من غراميَ ترديد
وعن ذكريات الشوق أيام نلتقي ... وللنهر ترنيم وللنخل تأويد
وعن كأسنا الأولى وعن رشفاتها ... بحيث الربى تزهى وللطير تغريد