وحيث الأماني كالنسيم طليقة ... لها في ثنايا القلب خفق وتجديد
أبنت الفرات الحر جفني عالق ... بطيفك لو يرتاح للنوم مكدود
وهل يستجيب الطيف إلا لنائم ... فكيف وملء الجفن بعدك تسهيد
كم سهرت الليل لا أرقب في دنياه فجرا
وعلى صفحته الظلماء لا ألمح سطرا
هائماً كالطير قد ريع فلا يبصر وكرا
وعلى ثغري أنات وفي قلبي ذكرى
أبنت الفراتين الحبيبين إنني ... موزع أفكار ومهدود أوصال
أبيت وليلى أربد اللون قاتم ... كليل سجين كبلوه بأغلال
ذكرتك حيث النيل غضبان ثائر ... يجيش بآداب ويطغى بآمال
وحيث الشباب الحر ينبض قوة ... لتحطيم أصفاد وتقطيع أنكال
وما مصر والتأريخ إلا مواكب ... من المجد وثاب الخطا منذ أجيال
يطوف عليها النيل عذباً فتلتقي ... جوانحها منه بأبيض سلسال
كم تحدثت إلى النيل وحومت عليه
ولكم رحت مع الطير أناجي ضفتيه
أقرأ الحب سطوراً لألأت في شاطئيه
وأرى السحر كؤوساً عربدت في شفتيه
أبنت الفراتين اذكري عهد شاعر ... تغنى ولولا سحر عينيك ما غنى
ولا تبخلي أن تستجيبي لطيفه ... فطيفك حتى الآن مازايل الجفنا
وهبتك قلباً لم يعد بين أضلعي ... سوى وتريشجي النفوس متى رنا
فما هذه الأنغام إلا بقية ... من القلب في نجواك ذوبتها لحنا
مقاطيع ما راقت لمثلي شاعراً ... بعيد المنى لو لم تكوني لها معنى
فيا ليت دنيا الشعر والسحر والهوى ... ونجْوى ليالينا تعود كما كنا
أترى يرجع ما فات من العيش وراح؟
ويعود البلبل الصداح خفاق الجناح