(أحدها) تطور يلحق القواعد المتصلة بوظائف الكلمات وتركيب الجمل وتكوين العبارة. . . وما إلى ذلك، كقواعد الاشتقاق والصرف (والمورفولوجيا) والتنظيم (السنتكس). . . وهلم جرا. وذلك كما حدث في اللغات العامية المتشعبة من اللغة العربية إذ تجردت من علامات الإعراب وتغيرت فيها قواعد الاشتقاق واختلفت مناهج تركيب العبارات.
(وثانيها) تطور يلحق الأساليب، كما حدث للغات المحادثة العامية المتشعبة عن العربية إذا اختلفت أساليبها اختلافاً كبيراً عن الأساليب العربية الأولى، وكما حدث للغة الكتابة في عصرنا الحاضر إذا تميزت أساليبها كذلك عن أساليب الكتابة القديمة تحت تأثير الترجمة، والاحتكاك بالآداب الأجنبية، ورقي التفكير، وزيادة الحاجة إلى الدقة في التعبير عن حقائق العلوم والفلسفة والاجتماع. . . وهلم جرا.
(وثالثها) تطور يلحق معنى الكلمة نفسه، كأن يخصص معناها العام فلا تطلق إلا على بعض ما كانت تطلق عليه من قبل، أو يعمم مدلولها الخاص فتطلق على معنى يشمل معناها الأصلي ومعاني أخرى تشترك معه في بعض الصفات، أو تخرج عن معناها القديم فتطلق على معنى آخر تربطه به علاقة ما وتصبح حقيقة في هذا المعنى الجديد بعد أن كانت مجازاً فيه، أو تستعمل في معنى غريب كل الغرابة عن معناها الأول. . . وهلم جرا.
هذا وللتطور الدلالي بمختلف أنواعه خواص كثيرة من أهمها ما يلي:
١ - أنه يسير ببطء وتدرج. فتغير مدلول الكلمة مثلاً لا يتم بشكل فجائي سريع، بل يستغرق وقتاً طويلاً، ويحدث عادة في صورة تدريجية، فينتقل إلى معنى آخر قريب منه،