فقد كان دائماً من أنصاري، ولم آخذ عليه ما يريب ولأن مقام الشيخ المرصفي أقوى من أن يُهدَم بكلمةِ جارحة تساق إليه في إحدى المحاضرات.
ولكن سكوت الأزهريين عن الانتصاف للشيخ المرصفي أزعجني، وكنت أرجو أن يكونوا درعاً واقية لذلك الشيخ الجليل، وهو رجلٌ لم يرِ مِثله الأزهر منذ أجيال طوال.
فماذا أصنع؟
مضايقة الأستاذ السباعي بلاء، لأنه صديقي، والسكوت عن نصرة الشيخ المرصفي بلاء، لأنه أستاذي، فماذا أصنع؟
سأنقل القضية من وضع إلى وضع، فأصيرها قضية أدبية لا قضية شخصية، وأبيِّن أن السباعي بيومي يستُر جنايته على المبرِّد بجنايته على المرصفي.
ولكن كيف؟
سيرى صديقنا السباعي أن (تهذيب الكامل) لم يكن إلا جناية أدبية، وسيعرف أن التطاول على مقام الشيخ المرصفي لا يذهب بلا عقاب.
وقد زعم الأستاذ السباعي أن الشيخ المرصفي سرق بعض أفكاره، فليستعد للدفاع عن النظرية التي نهبها نهباً من كتاب (النثر الفني) ونشرها في مجلة (السراج)
ولكن على شرط أن يؤمن في سريره نفسه بأني أكره البغي على أصدقائي، وأن أمري لم يكن إلا شبيهاً بأمر أكثم ابن صيفيّ حين قال:(إن قول الحق لم يَدَع لي صديقاً).
وإلى اللقاء في غير بغي ولا عدوان، فما أستبيح إيذاء أصدقائي، ولو ظلموا أنفسهم فظلموني.