للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

نفسية الرسول العربي محمد بن عبد الله

السوبرمان الأول العالمي

تأليف السيد لبيب الرياشي

بقلم الأستاذ عبد الفتاح السرنجاوي

هذا هو العنوان الذي جعله الأستاذ (لبيب الرياشي) لسلسلة من الرسائل في فلسفة الإسلام، أخرج منها الرسالة الأولى التي نقدمها الآن لقراء (الرسالة)، والأستاذ الرياشي كاتب مسيحي له مكانته بين أدباء سورية الشقيقة، ثم هو فوق ذلك فخور بعربيته متحرر من قيود التعصب؛ ولعل هذه الميزات هي التي تجعل من الرياشي وصحبه مدرسة جديدة هي (مدرسة المتجردين المتطهرين) التي تعلي للحق منبرا تدأب على حمايته ورعايته. وإنك لتلمس سمو هذه المدرسة ونبلها في مقالة الرياشي في كشافة الكتاب الأول، إذ يقول:

(لنتجرد. . . . ولنتطهر. . . . لنتجرد ولنتطهر أيها الإنسي من جذام التعصب وأثرة الجنسية)

والرجل بهذا ينسى كل شيء سوى أنه من طلاب اليقين، وليس من شك في أن هذه الدراسة البريئة للسيرة النبوية الشريفة هي التي حفزت الرياشي على تحليل نفسية الرسول الكريم، وجعلته يعترف فوق ذلك بفضائل هذه الدراسة إذ يقول:

(ما ندمت على شيء في حياتي ندماً عصبياً ساحقاً مثل ندمي على جهلي نفسية الرسول العربي والإمام الأعظم العالمي محمد ابن عبد الله). ذلك ما يقوله رجل يمثل الأقلية الدينية المندمجة في ذلك الشرق العربي، الذي ترفرف فوق ربوعه راية التسامح في الدين وتسوده روح الإخاء في القومية العربية العزيزة، والرياشي يصف محمداً بأنه (السوبرمان الأول العالمي) مستعيرا كلمة (السوبرمان) من الفيلسوف (نيتشه) وهذا الأخير أطلقها على الإنسان الأكمل الذي يجمع إلى مشاركة البشر في خصائص الجسم سمو العقل والروح إلى حد يجعله حلقة الاتصال بين الله والناس، ويعمد الكاتب الفاضل إلى الموازنة بين عظمة محمد وغيره من قادة الإنسانية، فهو يقرر في مستهل بحثه أن العظماء سرعان ما يفقدون

<<  <  ج:
ص:  >  >>