للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١٢ - رحلة إلى الهند]

للدكتور عبد الوهاب عزام بك

عميد كلية الآداب

نظام الدين أوليا وأمير خسرو

وإلى القرب من المقبرة التي بها ضريح همايون مقبرة أخرى بها قباب منثورة أعظمها مكانة عند الناس وأجملها هندسة قبة نظام الدين أوليا.

وهو أعظم صوفية الهند في زمانه، وأكبر أوليائها حرمة عند الناس حتى اليوم؛ اسمه محمد بن أحمد بن علي البخاري، وفد أجداده من بخارى إلى الهند فاستقروا في إقليم بدايون حيث ولد هو سنة ٦٣٦هـ.

وأخذ العلوم العربية عن علاء الدين الأصولي. ثم رحل إلى دهلى فتلمذ للشيخ الملك والشيخ كمال الدين الزاهد.

وسنة ٦٥٥ لحق بالشيخ الصوفي فريد الدين كنج شكر (كنز السكر) المتوفى سنة ٦٦٤هـ فصار من مريديه المقرّبين واختاره الشيخ خليفة له سنة ٦٥٦هـ فرجع نظام الدين إلى دهلى إلى أن توفى سنة ٧٢٥هـ.

وقد ذاع صيته، وعظمت مكانته؛ فجاءه المريدون من كل صوب، واجتمع حوله العلماء والأدباء والموسيقيون، وعظمه المسلمون وغير المسلمين.

وكتب في التصوف والتفسير والحديث ونظم بالفارسية شعراً صوفياً، ومزاره اليوم يقصد من أرجاء الهند، ويعدّه الناس أعظم الأولياء أو من أعظمهم ويسمونه: سلطان الأولياء.

قصدنا إلى مزار نظام الدين فنزلنا في محلة تزدحم فيها القبور والمنازل، ومررنا خلال قبور تختلف مظاهرها ضخامة وصغراً، وأبهة وحقارة ومعرفة ونكراً وتتفق على المعنى الذي انطوت عليه؛ بل اللفظ الذي تنطق به؛ حتى جئنا حجرة عالية مصنّعة بالرخام والحديد والنحاس سقفها مستطيل مبطّن بالصوف في أشكال جميلة، والحجرة في جملتها هندسة جميلة أو شعر بليغ. هنا قبر الشاعر الكبير المعروف في الأدب الفارسي والأدب الأردي؛ الذي يعدّ أول ناظم باللغة الأردية، وهو أمير خسرو الدهاوي المتوفى سنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>