اشتهر هذا النوع من السجاد أي (سجاد دمشق)، لأن زخارفه تماثل زخارف ألواح القاشاني المشهورة باسم (دمشق). ولكن علماء الفن الإسلامي يقولون إن دمشق لم تشتهر بصناعة السجاد، وهم لذلك يرجحون أنه كان يجمع في هذه المدينة لشهرتها كمركز تجاري، ويعد بها للتصدير إلى أوربا. والرأي السائد هو أنه كان ينسج في مناسج خاصة بالبلاط العمثاني أنشأها السلطان سليمان القانوني بجهة قريبة من القسطنطينية مثل مدينة بورصا، وأحضر إليها صناع السجاد من مصر وإيران. ويتضح مما نراه في طريقة نسج زخارفه النباتية من الدقة التامة والعناية أنها منقولة عن رسوم وتصميمات وضعت لها من قبل.
ونلاحظ في هذا السجاد أن الزخارف النباتية الإيرانية التي استعملت فيه قد تطورت إلى درجة كبيرة، ودخلت عليها عناصر جديدة جعلتها كثيفة وغنية، فتبدو كأنها تحاكي الطبيعة إذا نظر إلى كل وحدة منها على حدة، ولكنها تظهر في مجموعها مهذبة وشديدة الكثافة. ويتبين هذا في أشكال المرواح النخيلية الكبيرة، وفي تموجات الأوراق الملتوية ذات الأسنان، وفي الأغصان والفروع المثقلة بالزهور، وفي الطريقة الزخرفية التي ترسم بها زهور النرجس والسوسن والقرنفل. وتنسج هذه الزخارف باللون الأصفر أو الأبيض على أرضية بالأحمر أو الأزرق، والألوان الأخرى المستعملة فيه هي الأخضر والأسود
وينسج سجاد دمشق من صوف ماعز الأناضول اللامع، أو من الحرير. وللسجاد المنسوج من الحرير خصائص أنواع سجاد الأناضول الأخرى المنسوجة من هذه المادة، أي أن لحمته تصبغ باللون الأخضر، وكذلك السداة إذا كانت من الحرير أيضاً
وفي (شكل ١) بساط من سجاد دمشق أرضيته باللون الأحمر عليها بالأصفر والأبيض والأزرق المائل إلى الاخضرار زخارف نباتية وفروع متشابكة وكثيفة بأوراق مسننة كبيرة