فرقة الخوارج من تلك الفرق الهدامة التي نشأت في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي، وكانت حرباً على الدولة الإسلامية، وعقبة كأداء في طريق عزها وازدهارها. أما العوامل التي أدت إلى ظهور الخوارج فكانت في بادئ الأمر سياسية ثم ما لبثت ميولهم أن اتجهت إلى الناحية الدينية فأخذوا يحوكون حولها معتقداتهم ونظرياتهم
تسميتهم
لا نجد في التاريخ الإسلامي كله فرقة تعددت أسماؤها كهذه الفرقة، غير أن اسم الخوارج قد غلب عليها. وقد سموا بالخوارج لخروجهم على الإمام علي بن أبي طالب في معركة صفين سنة ٣٧ هجرية لقبوله التحكيم وقولهم: لا حكم إلا لله، لا حكم للرجال. ويقول بعض المؤرخين إنهم دعوا بالخوارج لخروجهم بعد ظهور نتيجة التحكيم في رمضان سنة ٣٧ هجرية من الكوفة إلى النهروان. ثم تطور هذا الاسم فأصبح يطلق على كل جماعة خرجت على القانون والسلطة الحاكمة سواء في صدر الإسلام أو زمن التابعين
أما الخوارج أنفسهم فيقولون أنهم تسموا بهذا الاسم لخروجهم من بيوتهم طلباً للجهاد والاستشهاد في سبيل إعلاء كلمة الله والدين الحنيف، ويستندون في ذلك على قول الله تعالى:(وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفةُ منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم، ولتأت طائفة أخرى لم يصلُّوا فليصلُّوا معك، وليأخذوا حِذرهم وأسلحتهم، وَدّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم مَيلةً واحدة، ولا جُناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعدّ للكافرين عذاباً مُهينا)
وهنالك اسم آخر يطلق على هذه الفرقة وهو اسم الشراة، ويقال إن الخوارج يفضلونه على الاسم الغالب عليهم، لأن هذه التسمية تعني أنهم اشتروا الجنة بالدنيا واستبدلوا الباقية بالفانية استناداً على الآية الكريمة:(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا بِبيْعِكُم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)