للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ملخص محاضرة]

الفن الفارسي

للشاعر الإنكليزي

(وفد على مصر في هذه الأيام الشاعر الإنكليزي المشهور مستر لورنس بنيون أمين القسم الشرقي بالمتحف البريطاني، وألقى أربع محاضرات تناول فيها أغراضاً مختلفة في الفن والأدب، وهذه أولى محاضراته عن الفن الفارسي)

إن الكلام عن الفن الفارسي يستوجب من المحاضر أن يلم في بادئ الأمر بالموقع الجغرافي الذي كان له أثر لا ينكر في توجيه الرسم الفارسي ناحية خاصة، يلاحظها كل من له اهتمام به وتعلق بدراسته، وإن وقوع فارس بالقرب من بلاد العرب وتوسطها بينها وبين بلدان الشرق الأقصى صبغ الفن الفارسي بصبغة خاصة وإن ظل مع ذلك محتفظاً بروحه القوية، وشخصيته البارزة التي تميزه تميزاً واضحاً جلياً من فنون الأمم الأخرى سواء أكانت غربية أم شرقية، فلهذا الفن مميزاته الخاصة وروحه المستمدة من صميم الواقع

وكما أن للظروف الجغرافية تأثيراً، كذلك للظروف السياسية أثراً لا يمكن للباحث أن يتجاهله أو ينكره، فقد تغلبت على هذه البلاد عدة دول حاكمة كالإغريق في القديم والساسان والمسلمين، وكانت الدولة الساسانية آخر الدول الفارسية التي حكمت إيران، والتي توطد لها العرش زهاء أربعة قرون منذ القرن الثالث حتى السابع الميلادي، إذ ظهر قبل ذلك بقليل دولة الإسلام الفتية، فاكتسحت ما في طريقها، وخفق علم الإسلام على كثير من ربوع العالم، ولما كانت فارس قريبة من بلاد العرب فقد اتجهت إليها أنظارهم بطبيعة الحال والموقع، ولم يلبث العرب أن خضدوا شوكة دولة بني ساسانواستتبت أقدامهم فيها، كما أخذ الدين ينتشر في ربوعها، ومن ثم أخذ الفن الفارسي من رسم إلى تصوير إلى شعر يتأثر بعض الشيء بهذه الظروف الجديدة التي أحاطت به، وربما كان ذلك أوضح في الشعر منه في الرسم والتصوير

وهنا نرى لزاماً علينا أن نشير إلى أن العرب حين غزوا هذه البلاد كانت هناك نهضة فنية، تدلنا على ذلك الآثار التي أماطت اللثام عنها بعثة ألمانية، إذ عثرت على كثير من

<<  <  ج:
ص:  >  >>