(لقد تعجلنا يوم الزفاف. . وتعجل القدر فزفها إلى قبرها. . .
ولم تلبس ثوب عرسها)
للأستاذ علي متولي السيد
. . . منذ أربعة شهور تحقق الحلم الذي أملناه. . . ودنت أو كادت - تلك الأماني التي طالما ترقبناها. . . ووضعت يد في يد. . . وسأل سائل وأجاب مجيب. . . وأخذنا الميثاق. . . وتعاقدنا أمام الله والناس. . . ثم أنفض المجلس وارفض السامر وخلا المكان إلا مني وإلا منك. . . ونظرات الحياء ترمقيني بها في سحر وفتنة. . . والابتسامة البنفسجية الرائعة تحدثيني بها في خجل ومتعة. . . رويداً رويداً ترفع الكلفة بيننا. . . فتنطلقين تحدثيني وأنطلق. . . ونظل زمناً من الزمن بعيدين عن العالم وما فيه. . . الدنيا تبكي ونحن نضحك والعام كله يقف على أسنة الحراب وألسنة اللهب ونحن في نشوة الفرح نرشف عذب الهوى وفي غمرة الحب نسقي بكأس الأمل ونهزج سوياً بأغرودة السعادة. . . وطيور السماء فوقنا تبارك بالنشيد الباسم حبنا الموفق. . . وهمسات الأهل والصحب حولنا تؤيد بالدعاء الصادق عهدنا المقدس. . . ونحن في حلم الهناء نتعجل يوم الهناء. . . فننطلق معاً إلى القاهرة نعد معدات العرس. . . ونختلف ونتفق. . . وأوثر اللون الأحمر وتفضلين اللون الأخضر، ونفتن في اختيار الأثاث نقلبه على شتى وجوهه ونطرق من أجله كل معرض نزاوج بين ذوق وذوق. . . ونرسم معاً - في أنفسنا - حجرة النوم وحجرة الاستقبال وموضع هذا في هذه ومكان هذا في تلك، ثم نعود وقد أعددنا كل شيء ولم تبق إلا أيام قليلة نسعد بعدها بالزواج الموفق الهنيء. . .
. . . ثم تدفعني بعض أسباب الحياة لأسافر سفراً قصيراً، وأعودك بعد العودة، وقد حملت لك باقة من زهرات البنفسج التي تحبين وتعشقين. . . فأجدك طريحة الفراش، وأنظرك فأراك ساهمة واجمة، وأتأمل عينيك فأرى فيهما دمعة حائرة تترجرج. . . وأسألك ما بك؟ فتشكين إلى بذات الجنب. . . وأهدئ جزعك، وأنهنه شكواك وأكتم في نفسي الألم البالغ، وأتعمل الهدوء لأشعرك بأنها نكسة خفيفة. . . ونذهب إلى الطبيب ليفحصك. . . فيهون