للأناضول اتصال وثيق بتطور الحضارات القديمة. وقد كان ينقسم إلى عدة دويلات أهمها مملكة فريجيا التي سيطرت على الأناضول من سنة ٢٠٠٠ إلى سنة ٨٠٠ قبل الميلاد، وتلاها مملكة ليديا، إلى أن فتحه الاسكندر الأكبر في سنة ٣٥٠ق م فصار جزءاً من الدولة المقدونية. وبعد وفاة الاسكندر انقسم الأناضول ثانية إلى دويلات دامت حتى سنة ١٣٣ ق م لما استولى عليه الرومان وجعلوه مقاطعة تابعة لهم. وفي سنة ٣٩٥ ميلادية عند تجزئة الدولة الرومانية الشرقية أو البيزنطية. وجاء السلاجقة من بلاد التركستان الصينية، وامتد ملكهم إلى إيران، ثم العراق، ثم الأناضول، وهنا مكثوا من سنة ١٠٣٧ - ١٣٠٠م. وكانت عاصمة دولتهم مدينة قونية. وخلف الأتراك العثمانيون السلاجقة في الأناضول، وكانت عاصمتهم في أول الأمر مدينة بورصا حيث بنى سلاطينهم قصراً عظيماً كان أحد أبوابه يسمى (الباب العالي) وانتقلوا من بورصا إلى أدرنة، فمكثوا بها إلى أن فتح السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية في سنة ١٤٥٣م فصارت عاصمة الدولة العثمانية
وبعد تحطيم الدولة البيزنطية وفتح القسطنطينية صارت تركيا من أقوى الدول الشرقية، فاستطاع السلطان سليم الأول أن يفتح مصر سنة ١٥١٧م، وغزا ابنه السلطان سليمان القانوني بلاد إيران واستولى على تبريز وبغداد. وأخذ العثمانيون معهم من مصر وإيران الصناع والفنانين، فعاونوا على نهضة الفنون وازدهارها في تركيا
ولما أمن العثمانيون جانب البلاد الشرقية اتجهوا نحو أوربا وامتدت فتوحاتهم بها حتى وصلوا إلى فينا. وكانت تركيا أقرب دول الشرق إلى أوربا، فحملت إليها لواء الفن الإسلامي، وكان لها أثر كبير في عصر النهضة الفنية بإيطاليا، حتى إننا نجد أن قطع