نسيج القطيفة المصنوعة في إيطاليا في القرن السادس عشر شديدة الشبه من حيث الرسوم والصناعة بقطع القطيفة التركية، المصنوعة في مدينة أسكوتاري على ساحل الأناضول المواجه للقسطنطينية
وكما دالت دول كثيرة كانت في غابر الزمان قوية وعظيمة، نرى الانحلال وقد بدأ يدب في عروق الدولة العثمانية، فارتدت جيوشها عن (باب أوربا) بعد أن صمد لها الأوربيون في فينا. وجاء القرن التاسع عشر وكانت الكهولة قد بلغت حد الهزم، ففقد (الرجل الهرم) مكانته القديمة بين الدول لما عجز عن أن يجعل خصومه يشعرون بقوة حسامه، ويدينون بمبادئه وأفكاره، وطغى الرخيص من الفنون الأخرى على جمال الفن التركي فذهب به وأفقده زهوه وبهاءه.
العناصر الزخرفية في سجاد الأناضول
كانت العناصر الزخرفية من النوع الهندسي هي السائدة على فنون الأناضول حتى القرن الخامس عشر. ويتبين لنا ذلك بوضوح من زخارف التحف الفنية التي ترجع إلى هذا العصر، ومن صور سجاد الأناضول التي رسمها فنانو البندقية في لوحاتهم الزيتية خلال القرن الرابع عشر، ومن قطع السجاد القديمة المعروفة إلى الآن، ومن بينها ما عثر عليه في جامع علاء الدين بقونية، وهذه تؤرخ بسنة ١٢٢٠م وهي محفوظة في متحف الأوقاف باستامبول
فالطريقة الجافة الجامدة في رسم الوحدات الزخرفية بخطوط مستقيمة تنكسر في زوايا محددة، والعناصر الزخرفية النباتية مثل الزهور والفروع والأوراق التي تهذب عادة بطريقة هندسية حتى تبلغ درجة يصعب معها تمييز هذه الزهور ومعرفة أصولها، وكذلك تلوين السجاد بألوان باهتة وممزوجة بأخرى، كل هذا من الميزات الهامة لسجاد الأناضول قبل أن يتأثر بالأسلوب الإيراني
وتختلف رسوم سجاد الأناضول المصنوع قبل سنة ١٣٠٠م عن رسوم السجاد المصنوع بعد هذا التاريخ. فقد كانت ترسم على النوع الأول وحدات زخرفية مأخوذة من الفن الساساني البيزنطي. والمعروف أن العنصر الزخرفي الشائع في الفن الساساني البيزنطي في ذلك الوقت كان في شكل دوائر تضم كل منها طائراً أو اثنين بهيئة رمزية. وقد حور