[فلسفة الإيمان]
للأستاذ حامد بدر
بعض الناس يأتي الإثم فتنهاه تارة، وتزجره أخرى، فلا يزداد إلا مواظبة على ما هو فيه؛ كأن المعاصي هي الدماء التي تبث في كيانه الحياة!
وهذا لا يعترف بالخطب والمواعظ والمحاضرات التي تدعو إلى الفضيلة، وتحض على التقوى، ولا يؤثر حالاً على تلك الحال
قال الواعظ المتعبد للعاصي المسرف في الذنوب:
- أنت اليوم في الدنيا، فما لك لا تعمل فيها من الصالحات ما ينفعك بعد الممات؟
فأجاب العاصي:
- إن اللذة الحاضرة لا تتاح كل يوم، والغد المجهول ليس في يدك ولا في يدي. فدعني أفعل ما يطيب لي، وآخذ من حاضري ما أتيح اليوم، وبعد اليوم قد لا يتاح
قال الواعظ
- ليس من الصواب أن تضيع الباقي من أجل الفاني. . .
قال العاصي:
- بل من الخطأ أن تضيع ما في يدك، وانتظر ما لا تملك
قال الواعظ:
- كيف تيأس من الغد وقد وعد الله المؤمنين خيراً، وأعد للكافرين عذاباً!
- ومن أين عرفت المؤمنين وغير المؤمنين، وحكمت بأن من أباح لنفسه متاع الدنيا ليس بمؤمن؟
- عرفت هؤلاء وهؤلاء بأعمالهم، وحكمت بأن من تشغله الدنيا لا يعمل للآخرة ولا يستحق نعيمها
- كلا يا صاح. إن الإيمان والكفران من الأسرار التي استقرت في أعماق القلوب، والعمل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute