أطلعت على مقالك الأول (في الأدب العراقي الحديث)؛ فإذا أنت تقول:
(فكيف صارت العروبة في العراق بعد سقوط بغداد وبعد انتهاء ما تلا عهد المغول من خطوب؟ ظل العراق العربي محتلاً بالقوى الفارسية نحو ثلاثة قرون، وهو أمد يقدر بثلاثة أرقام، ولكنه أمد طويل جداً)
وقد وقفت أيها الأخ الفاضل عند هذه الجملة، وسيرت فكري في تاريخ العراق بين غارات التتار وهذا العصر، فلم أعرف أن الفرس ملكوا العراق ثلاثة قرون. ولكن كان تسلطهم على العراق في عهد الشاه إسماعيل مؤسس الدولة الصفوية (٩٠٧ - ٩٣٠هـ)، ثم تداولوه هم والأتراك العثمانيون حتى سنة ١٠٤٨، حينما استولى عليه السلطان مراد الرابع العثماني. وكان العراق في هذه الحقبة دولة بينهم وبين الترك العثمانيين، وكان سلطان هؤلاء أغلب عليه؛ ثم استولى الفرس على العراق زمنا قصيرا في عهد نادر شاه بعد زوال الدولة الصفوية
فليس حقا أن الفرس ملكوا العراق بعد غارات التتار ثلاثة قرون ولا قرنين ولا قرناً، وإنما كانت مدداً غير متصلة بين عهد إسماعيل الصفوي وعهد مراد الرابع العثماني كما بينت
والأخ مشكور على اجتهاده واحتماله المشقة لتاريخ الأدب العربي في العراق، وله تحيتي وسلامي
عبد الوهاب عزام
عود إلى (التجديف)
عاد العلامة الدكتور زكي مبارك، في العدد ٤٠٧ من الرسالة الغراء، يطرق باب (التجديف)، وكنت ظننت أنه أوصد لا إلى رجعة. وقد لخص ما كان قرره من قبل في هذا الموضوع، ببيان أوفى، وزيادات متممة. وتلطف في أثناء بحثه هذا فطلب إلي أن أكون