وقد نحا الأستاذ ألدو بالاتسزكي القصصي نحواً جديداً وهو معالجة الحقيقة الإنسانية عن طريق الخفاء والغموض. وله كلمات مأثورة في مقدمة قصصه القصيرة وهي (أن الغموض يجلو كثيراً) وسيرى القارئ العربي صحة هذا الرأي).
- ١ -
. . . وكان عائداً من بلدة في الصين حيث يعبدون إلهاً بادناً، راقداً في المعبد ويده تحت ذقنه، ناظراً إلى بطنه وكأنها وعاء من اللحم الذي ملئ علماً! معبود شبعان ريان متزن وأن لم يتذوق ثمر الخشخاش ولم ينشق أزهاره لا يعبأ بجاره الذي حطمه ذووه وجرحوا جبينه بأشواك شجرة سقاها بعرقه ودمه وتعهدها، فلما كبرت وأفرعت وأيعنت صنعوا له من أخشابها ما صنعوا، علموها الجمود فكفرت بنعمة الذي زرعها وسقاها. ولكن الجريح كان مشغولاً عن دمه الهراق بالتفكير في العفو عنهم. ولا يسمع صوت سلفة الصالح الذي ساق جماعة بالعصى وشق بطون العصاة منهم بالمدى: العصاة والسكين وألواج الحجر الناطقة،