للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدَبي

١ - حول شاهد:

أستشهد أحد الكتاب على تأنيث الضبع بقول الشاعر:

فإن (قومك) لم تأكلهم الضبع

وقد أخطأ في استشهاده، وفي روايته، كما أخطأ من قبل في ادعائه التأنيث فقط. فقد جاء في لسان العرب: الضبع السنة الشديدة المهلكة المجدبة، قال عباس ابن مرداس:

أبا خراشة أما (أنت) ذا نفر ... فإن (قومي) لم تأكلهم الضبع

ومثله في شرح القاموس وغيره.

وجاء في مادة (خرش) من اللسان وغيره ما نصه:

أبا خراشة أما (كنت) ذا نفر ... فإن (قومي) لم تأكلهم الضبع

قال ابن بري: البيت لعباس بن مرداس السلمي، وأبو خراشة كنية خفاف بن ندبة، فقال يخاطبه: إن كنت ذا نفر وعدد قليل فإن قومي عدد كثير لم تأكلهم الضبع وهي السنة المجدبة اهـ ومن هذا يظهر لك خطأ الرواية أيضاً.

والعرب يستعملون هذا كثيراً في الشكايات ونحوها، فقد جاء في النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: إن رجلا أتاه فقال قد أكلتنا الضبع يا رسول الله، يعني السنة الشديدة المجدبة، وهي في الأصل الحيوان المعروف، والعرب تكنى به عن سنة الجدب اهـ. وفي النهاية أيضاً ومنه حديث عمر (خشيت أن تأكلهم الضبع).

وفي اللسان: جاء أعرابي إلى رسول الله فقال يا رسول الله أكلتنا الضبع فدعا لهم اهـ.

وفي شرح القاموس: وفي حديث أبي ذر قال رجل يا رسول الله أكلتنا الضبع فدعا لهم، وهو مجاز اهـ. وقوله مجاز أي تجوز في التعبير بالضبع، فإن المعنى الأصلي الحيوان المفترس المعروف، والمعنى المجازي هو العام المجدب، وهو أشد فتكا من الضبع كما ترى في المجاعات ولاسيما في بلاد العرب.

وجاء في خزانة الأدب للبغدادي ج ٢ ص ٨١ ترجمة خفاف ابن ندبة ما نصه: قال حمزة الأصبهاني في أمثاله التي على وزن (افعل) عند قوله (أفسد من الضبع) إنها إذا وقعت في الغنم عاثت ولم تكتف بما يكتفي به الذئب. ومن إفسادها وإسرافها فيه استعارت العرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>