عندما انتخب أرنولد لمنصب مفتش المعارف قامت هناك معارضة قوية من قبل رجال الدين. فقد كان هنالك اتفاق بين الحكومة والكنيسة يقضى بانتخاب أحد رجال طائفة الاكليروس لشغل هذا المنصب العظيم. ولذا لم يكن من المستطاع انتدابه للتفتيش على مدارس الكنيسة؛ بل اقتصرت مهمته على زيارة مدارس الحكومة والمدارس الأهلية.
وكان من واجبه مراقبة زمرة المفتشين لأن الحكومة وضعته رئيساً عليهم. وعندما كانت الحكومة تقصد تشريع قوانين جديدة وأنظمة حديثة لإدارة المدارس كانوا يستشيرونه ويسيرون على ضوء آرائه ونظرياته. ومن أمثلة هذه القوانين الخاصة مشكلة تدريس اللغة الإنكليزية في المدارس؛ فكانت لمدة خلت موضوعاً اختيارياً مثله كمثل الدروس الأخرى، كعلم الجغرافية والعلوم الابتدائية الأخرى. ولكن أرنولد حبذ تعليمها كدرس يجبر جميع الطلاب على تعلمه ودرسه فقد اعتبر كل نظام للتعلم العام ناقصاً إذا لم يبذل اهتماماً كبيراً نحو لغة البلاد كشرط أساسي في تعلم العلوم الأخرى.
وكانت الطريقة الرئيسية التي يعتمد عليها في تنفيذ آرائه، ووضعها موضع التجلة والاعتبار هي تقاريره السنوية التي كان يقرؤها نفر قليل من أفراد المجتمع الإنكليزي. وهذه التقارير تتضمن آراء قيمة ملذة في بعض المواضع الطريفة. وقد استنار خلفاؤه بهذه التقارير؛ فأصبحت طريقتهم واضحة وعملهم سهلاً لا يحتاج إلى كثير صعوبة وإجهاد.
(وقد اهتم أرنولد اهتماماً عظيماً في إدخال بعض العلوم الأولية التي يحتاج إليها الطالب كثيراً في حياته العملية المقبلة فهي تهيئه لقبول جميع النظريات والتعاليم التي جاء بها العلم الحديث. ومع أن علم الحساب والكتابة والهجاء ضرورية جداً للطلاب إلا أنها لا تتعدى