قد تعتمد المرأة أحياناً على الظروف المخففة أو على معونة أصدقاء أقوياء، لتنجو من عقوبة الإعدام إذا ضبطت في معاشرة أثيمة. وذلك كالحادث التالي: زوج الباشا إحدى جواريه من نخاس غني كان الباشا قد اشترى منه كثيراً من مماليكه وجواريه. ولم يكن الرجل يخون زوجه فحسب بل كان يهملها تماماً. فصاحبت تاجراً كانت تعامله صحبة غير لائقة. وجدث ذات يوم في غيبة الزوج أن رأى أحد عبيده السود رجلا في شباك الحريم. فذهب توا إلى غرفة الزوجة ليبحث عن الرجل. وسمعته الزوجة قادماً فأدخلت عشيقها في غرفة ملحقة وأغلقتها عليه. ففتح العبد الباب عنوة. فهجم عليه الرجل بخنجر كان يحمله في حزامه، ولكن العبد قبض على النصل بيده. وعاقته الزوجة حتى هرب عشيقها ثم قبلت يده وتوسلت إليه ألا يخبر زوجها فيسبب قتلها. غير أنها وجدته صلباً لا يلين. وذهب العبد في الحال إلى سيده وأراه يده الدامية وأخبره بالحادث. وهربت المرأة في أثناء ذلك تنشد الحماية في حريم الباشا. وطلب من الباشا أن يرد زوجته عليه ليقتلها. فاستدعاها الباشا وسألها عن جريمتها فرمت بنفسها عند قدميه وقبلت طرف ثوبه وأخبرته بسوء أخلاق زوجها وإهماله الشديد لها. فبصق الباشا في وجه النخاس لأنه اعتبر أن سلوكه إهانة له. وأعاد الزوجة إلى حريمه. ولم يعش عشيقها طويلاً بعد ذلك فقد خنق في منزل بعض البغايا ولم تعاقب البغي لعدم ثبوت التهمة عليها
يؤخذ على المصريين والمسلمين عامة القسوة الشديدة في معاملة النساء. حقاً إنهم لا يعتبرون استشارة الفتاة القاصر قبل زواجها ضرورياً. ولكن الغالب أن الرجل في الطبقتين